وكالة أنباء أراكان ANA
بقلم : جنان العنزي
يمثل الحق في الحياة أحد الحقوق الأساسية للإنسان التي يجب أن يتمتع بها ولم يخلوا تشريعاً سماوياً ولا وضعياً من التأكيد على هذا الحق.
وقد حرص الإسلام كتشريع سماوي على وضع كل ما من شأنه أن يحفظ للإنسان هذا الحق ووضع قيود صارمة على ما يخل بذلك فقد جعل قتل نفس واحدة كمن قتل الناس جميعاً (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) وفي موضع أخر قال الله عز وجل: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً) بل إن الإسلام حرم قتل الإنسان لنفسه وأعتبر ذلك من المحرمات: (ولا تقتلوا أنفسـكم إن الله كان بكم رحيمـاً (
ولقد اهتمت المواثيق العالمية بتكريس حماية الحق في الحياة واعتباره مقوم أساسي نصت عليه مبادئها ووضعت في ديباجيتها حيث أكد المواثيق الأممية ومنها: "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والبرتوكول الاختياري الثاني الملحق به؛ حيث حظرت الاعتداء على حياة الأشخاص أو قتلهم أو الغدر بهم أو المساس بهم أو جرحهم أو تعذيبهم أو ممارسة العنف ضدهم أو الاعتداء عليهم جسدياً أو معنوياً أو أخذهم كرهائن أو معاملتهم بشكل قاس أو لا إنساني أو بشكل مهين. وشملت هذه الحماية جميع من تغطيهم مواثيق قانون الاحتلال الحربي رجالا ونساء, مدنيين وعسكريين. ( المواد 23 ,46 من اتفاقية لاهاي الرابعة) (المادة الثالثة من اتفاقيات جنيف الأربع) (المواد: 27 ,31 ,32 من اتفاقية جنيف الرابعة) (المواد 75 ,76 ,77 من البروتوكول الأول).
في بورما تقف عاجزاً عن الوصف وأنت ترى أن كل هذه المواثيق والأعراف لا تعني سوى أن الإنسان هناك ليس موجوداً هو واقف أمامك لكن مفقود الحقوق منزوح الصلاحية يتم التعامل معه على أنه خارج دائرة الإنسانية
فلا يمكن أن تتخيل أن التعامل مع أبناء آراكان في ميانمار هم من البشر فحتى لو كانوا مذنبين فحق الحياة ملتصق بهم لكن ما يحدث هو أنهم ليسوا بشر ولذلك وفقاً لعرف المتطرفين البوذيين ومن يدعمهم ليسوا بشر.
ففي نهاية العام الماضي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز تقرير عن "الروهنجيا" قالت: إن الروهنجيا يتعرضون لتطهير عرقي في بورما على يد مجموعة من الرهبان البوذيين المتشددين الراديكاليين المعروفين باسم "969" وزعيمهم "آشين ويراثو" وهم المسؤولون بشكل أساسي عن إذكاء الهيستيريا المعادية للمسلمين، مضيفة أن الحكومة في ميانمار متواطئة وتقع تحت طائلة المسؤولية كذلك.
في ميانمار القتل باسم القانون والاضطهاد باسم الدستور فهناك لا يعترفون بهم وقد حرموا حتى من أن يكونوا رقماً في تعداد السكان.
إن الألم الذي يحدث في ميانمار هو انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق وخريطة الدم التي رسمت عبر أجيال لابد أن تتوقف فلا يمكن أن نكون في القرن الواحد والعشرين ولا زلنا نعيش في عهود إمبراطوريات الإبادة في عصور الظلام.
لذلك رسالة إلى كل الشرفاء إن الحق في الحياة لا يحتاج للجدالات أو جدال فلا يمكن أن يحرم منه الإنسان مهما كان لونه او جنسه أو عمله أو دينه ، نريد أن تظل صرخة أبناء آراكان مدوية حتى ينالوا هذا الحق.
المقالات > مسلمو ميانمار.. الإنسان موجود ولكن نزعوا حقه في الحياة
مسلمو ميانمار.. الإنسان موجود ولكن نزعوا حقه في الحياة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://arakanna.com/wp_arakanna/articles/14859/