وكالة أنباء أراكان ANA: (ترجمة الوكالة)
بقلم: كيل لورنس مولن
توقفت أعمال الشغب و أغمدت المناجل ، لكن "مونغ كياو نو" يقول إن الروهنجيا الآن في خطر أكثر من أي وقت مضى .
في رأيه فإن هجمات السكاكين 2012م ألحقت بزملائه المسلمين البورميين الأذى بالإضافة إلى وضعهم الراهن المتسم بالنقص في المعدات الطبية والأطباء المؤهلين.
تحدث مونغ -وهو رئيس رابطة الروهنجيا البورميين في تايلاند- عن الظروف الكئيبة التي يواجهها شعبه وذلك خلال اتصال هاتفي مع مراسل "آسيان كورسبوندانت " : " كانت الهجمات كبيرة ، لكنها لا تحدث دائما . المشاكل الصحية التي واجهها الروهنجيا هي شغلهم الأكبر الآن ." ويضيف مونغ- الذي تساعد مؤسسته اللاجئين الروهنجيا في تايلاند- أن جذور القضية تعود إلى صيف عام 2012م عندما نزح أكثر من 100,000 شخص من الأقلية المسلمة في بورما بسبب اعتداءات العصابات الغوغائية المؤلفة من الراخين البوذيين والذي يحملون المشاعل والسكاكين.
ومنذ ذلك الحين ، لجأ الروهنجيا الذين أصبحوا بلا مأوى إلى مخيمات صغيرة في أكياب (سيتوي) ، عاصمة ولاية أراكان ، على الساحل الغربي للبلاد لكن النقاد يقارنون تلك المرافق بمراكز الاعتقال، حيث يتم تقييد الروهنجيا في كل حركة.
وقال نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش "فيل روبرتسون" خلال مقابلة أجريت مؤخرا مع "آسيان كورسبوندانت " : "يتم حجز الروهنجيا بشكل كبير في مستوطناتهم و مخيمات النازحين دون الحصول على الرعاية الصحية الكافية ، " وأضاف : "إن القيود الصارمة التي تمنع الروهنجيا من الوصول إلى المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية الأخرى تؤدي إلى الوفاة . "
تصاعدت المخاوف من حدوث أزمة إنسانية منذ فبراير شباط عندما طردت حكومة بورما ( ميانمار ) منظمة أطباء بلا حدود هولندا (MSF -H )وهي المجموعة الأساسية التي تقدم المساعدات و الرعاية الصحية للاجئين .
يقول نشطاء مثل "مونغ" إن الآلاف من اللاجئين الروهنجيا في ولاية أراكان يواجهون معضلة وحشية وخطر هجوم بوذي آخر خلال ذهابهم إلى المستشفيات القريبة ؛ أو يتجمعون في المخيمات مع تضاؤل الموارد فيها وانتشار مرض الإسهال الذي أصبح قاتلا لعدد كبير من الأطفال ، وهو ما يقلل عدد الناجيات من الأمهات الحوامل أثناء الولادة .
رفضت منظمة أطباء بلا حدود إجراء مقابلات بخصوص هذه القصة بينما المفاوضات مع السلطات البورمية جارية كما لم يستجب مسؤولو الصحة البورمية إلى طلبات للتعليق .
ويقول كو أونغ ، من رابطة الروهنجيا من تايلاند، إن طرد منظمة أطباء بلا حدود جعل نوايا الحكومة واضحة.
وأضاف : " تخطط كل من حكومة ولاية أراكان (راخين) والمتطرفين البوذيين لطرد المنظمات غير الحكومية بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود ، مقدمين أعذاراً مختلفة وغير مقبولة، " مضيفا أنه يشكك بادعاء الحكومة أن بعض هذه المنظمات قدمت مساعدات على شكل أسلحة إلى الروهنجيا خلال أعمال الشغب 2012م، أو أن سياساتها في التوظيف تنحاز تجاه المسلمين.
وتابع: " هذه هي سياساتهم لقمع الروهنجيا وإعطاء العديد من الأعذار الواهية للمجتمع الدولي و إبقاء المسلمين في موقف صعب حتى ينزحوا إلى أي مكان. إنه التطهير العرقي على المدى الطويل. "
في أكثر الأحيان تكون المنظمات الدولية أكثر لباقة في تصريحاتها حول هذه القضية لكنها تتفق في الغالب على أن الروهنجيا يتعرضون للقمع .
وخلال بيان من الأمم المتحدة قالت فيه إن 40 شخصاً على الأقل من أفراد الأقلية المسلمة قتلوا على يد المشاغبين الراخين البوذيين في وقت مبكر من هذا العام ومع ذلك، تقول الحكومة البورمية إنه لم يحدث مثل هذا القتل.
وفي الوقت نفسه، يقول مسؤولون في ولاية أراكان (راخين) إنه يقع الكثير من اللوم على الأقلية الروهنجية لما تعانيه من الرعاية الصحية الحالية.
وقال المتحدث باسم الولاية "وين ميانغ" في مقابلة حديثة مع وكالة رويترز: "هناك مجموعة من الناس في أحد هذه المخيمات تظهر نفس الأطفال المرضى إلى أي شخص يزور المخيم. وحتى عندما ترتب الحكومة لتلقي العلاج، يرفض الروهنجيا ذلك. "
لكن "روبرتسون" يشك في ادعاءات "وين" قائلا إن الناطق باسم الحكومة كذب بخصوص تعامل الولاية مع مسائل الروهنجيا في مناسبات عديدة ولم يتسن الاتصال مع "وين" للتعليق .
وأضاف "لقد كان "وين ميانغ" يخادع وخصوصا عندما يتعلق الأمر بإنكاره للحقائق الماضية الواضحة، مثل وجود سياسات التمييزي العنصري وسياسة الطفلين القسرية لعديمي الجنسية الروهنجيا " .
وتابع: " تصريحاته سخيفة جدا وبعيدة عن الواقع مما يجعلها عرضة للسخرية ، كما تفضح الإفلاس الأخلاقي لحكومة ولاية أراكان عندما يتعلق الأمر بكيفة التعامل مع الروهنجيا وليس "وين" هو الوحيد الذي يقول إن الروهنجيا رفضوا العلاج ".
فالدكتور ليفيو فدراسكو ، منسق مجموعة الصحة لمنظمة الصحة العالمية في فرع الأمم المتحدة للإشراف على التعاون الطبي في المنطقة بين الصليب الأحمر، و ممرضة ميانمار و جمعية القابلات ، وجماعات أخرى يوافق على أن بعض من الروهنجيين رفضوا المساعدات قائلا إن الوضع حساس أكثر بكثير مما يبدو.
وقال فدراسكو في مقابلة مع آسيان كورسبوندانت :" لقد رفض بعض المرضى في عدد من المناسبات خلال الشهر الماضي أن يحالوا إلى مستشفى سيتوي العام " مضيفا أن عدد الذين رفضوا الإحالة لا يقل عن بضع عشرات من الروهنجيا خلال الشهر الماضي .
ذهب فدراسكو إلى القول إنه على الرغم من انتقادات العديد من المنظمات الدولية ، كثفت الحكومة من جهودها للرعاية الصحية في المخيمات في الآونة الأخيرة.
وأضاف :" لقد تحسن الحصول على الرعاية الصحية في مخيمات النازحين في أراكان خلال شهر أيار مايو مقارنة بشهر أبريل نيسان. كما توجهت العيادات المتنقلة بالتعاون مع وزارة الصحة و المنظمات غير الحكومية الشريكة إلى معظم المخيمات بانتظام ، " مشيرا إلى أن عددا من الاستشارات الطبية للمرضى في شهر أيار مايو قد قفز إلى 13000 مقارنة ب 6000 في ابريل نيسان .
لم يكن هذا الاتجاه المشجع يكفي للتأثير على كل منتقدي الحكومة البورمية . روبرتسون ( من هيومن رايتس ووتش ) يقول إن العديد من الروهنجيا رفضوا العلاج لأن آلامهم لن تكون مميتة مثل الذهاب إلى مستشفى أكياب (سيتوي) القريبة.
وقال روبرتسون :" أظن أن العديد من الروهنجيا يخشون من عدم الحصول على أي ضمانات حقيقية للحماية إذا انتقلوا إلى مستشفى سيتوي العام " مضيفاً أن هجمات الراخين لا تزال ماثلة في أذهان المسلمين ، وخاصة منذ تصاعد مثيري الشغب البوذيين بشدة على عمال الإغاثة الأجانب في أواخر مارس اذار.
ويتابع أن عدم وجود إدارة من جانب السلطات هو أيضا مصدر قلق خطير قائلاً : " إن استمرار هيمنة الراخين على حكومة الولاية وقوات الأمن تفرض تحويلات من المرجح أن تؤدي إلى العديد من الوفيات التي يمكن تجنبها . "
ولكن حتى بعض أشد المنتقدين للحكومة اعترفوا أنها اتخذت خطوات لتعديل بعض أسوأ عثراتها ، وبخاصة على المستوى الاتحادي .
المقالات > الروهنجيا في خطر أكثر من ذي قبل
الروهنجيا في خطر أكثر من ذي قبل
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://arakanna.com/wp_arakanna/articles/15405/