[caption id="" align="alignleft" width="300"] مسلمو بورما....متى ينصرهم المسلمون ؟[/caption]
صرخوا كثيرا وظل صراخهم في واد سحيق وسط تجاهل تام من إخوانهم في الدين في شتى بقاع الأرض، فر عشرات الآلاف منهم إلى الخارج خوفا من القتل، بدأت بعض المنظمات العربية والإسلامية مؤخراً تمد يد المساعدة لهم، لكنهم يشتكون من أن مثل هذه المنظمات ترهقهم بطلب أطنان من الأوراق والوثائق الرسمية، متجاهلة أوضاعهم وطبيعة نظام الحكم في بلادهم، كما يقولون.
يتعرض المسلمون في دولة بورما (ميانمار حاليا) إلى حرب إبادة عنيفة من قبل جماعات بوذية متطرفة راح ضحيتها المئات من المسلمين، لكن وسط ذلك لا نسمع إلا وصفا لهم من الأمم المتحدة بأنهم إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم.
وليس في وصف الأمم المتحدة هذا شيء من المبالغة، فالسلطة والأكثرية البوذية في بورما يسومون المسلمين هناك سوء العذاب، ويمارسون عليهم أقبح أنواع التمييز العنصري والديني، ويدفعونهم دفعا للهجرة أو القبول بأدنى الحقوق في مأساة إنسانية لا تضاهيها مأساة أخرى في العالم سوى معاناة أشقائهم الفلسطينيين في دولتهم المحتلة.
لولا العنف والمجازر التي ترتكب في حقهم لطوى أزمتهم النسيان واعتراها غبار التجاهل والغفلة من المجتمع الدولي، والمسلمون في دول العالم الأخرى يغطون في سبات عميق أو مشغولون بأنفسهم.
وبلغت حرب الإبادة التي تشن عليهم الالاف من الشهداء والجرحى والمشردين، ودمرت قرى بأكملها ما أدى إلى هجرة آلاف بعد أن أحرقت منازلهم على مرأى من قوى الأمن العاجز.
ولم تقتصر الإجراءات التعسفية على تلك الأمور بل مست دور العبادة أيضا، حيث هدمت العديد من المساجد والمدارس الدينية، وتحول السلطات في أغلب الأحيان دون إعادة بنائها أو ترميمها.
ويشكل المسلمون في بورما نحو 20% من سكان البلاد في بعض الإحصائيات، ويتركز وجودهم ، في شمال إقليم أراكان وهم من الأقليات العرقية التي لا تعترف بها السلطة, وتعتبرهم مواطنين مهاجرين غير شرعيين, بينما تصفهم الأمم المتحدة بأنهم إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم.
والسلطة والأكثرية البوذية في بورما يسومون المسلمين هناك سوء العذاب، ويمارسون عليهم أقبح أنواع التمييز العنصري والديني، ويدفعونهم دفعا للهجرة أو القبول بأدنى الحقوق.
ويرجع دخول الإسلام إلى أراكان (راخين حاليا) بالقرن السابع الميلادي مع قدوم التجار العرب المسلمين إليها، ثم تتابعت الوفود الإسلامية إليها من أنحاء المعمورة، فأقبل عدد كبير من الأهالي على اعتناق الإسلام.
وما لبث أن حرم المسلمون بموجب دستور عام 1974 من المواطنة واعتبروا من ثم أشخاصا بلا وطن أو من البدون، وكان نتاج ذلك الحرمان أن عانى المسلمون في بورما، وما فتئوا يعانون من شتى أنواع التمييز في الصحة والتعليم والسفر والتوظيف وحتى الزواج.
وتمخضت موجات العنف والإجراءات الصارمة من قبل الدولة وما تلاها من ألوان القمع وصنوف الاضطهاد عن هجرة مئات الألوف وربما مليون ونيف من مسلمي بورما إلى بنغلاديش المجاورة في ستينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
ومن الفظائع التي تمارس على المسلمين هناك أن الحكومة العسكرية تجبرهم على العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق، وغير ذلك من الأعمال الحكومية، أو في بناء الطرق والسدود سخرة دون مقابل.
وتفرض الحكومة شروطا معينة فيما يخص الزواج من المسلمين أو بينهم، فهناك قانون الزواج الذي يشترط موافقة الدولة على الزواج وبدفع مبلغ عال مقابل ذلك وغالبا ما تدفع الرشاوى لقاء هذا الإذن، وقد يتأخر الإذن سنوات، وتصل عقوبة الزواج بغير إذن إلى السجن عشر سنوات.
وحرم المسلمون من تملك العقارات وممارسة أعمال التجارة وتقلد الوظائف في الجيش والهيئات الحكومية، وحرموا من المشاركة في الانتخابات، كما لا يُسمح للمسلمين باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، أما المبيت فيُمنع منعا باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقَبُ عليها بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته.
ويحرم كذلك أبناء المسلمين من مواصلة التعلُّم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، أما إذا عاد فيعتقل عند عودته، ويرمى به في غياهب السجون.
ولا يسمح للمسلمين أيضا بالانتقال من مكان إلى آخر دون تصريح، ولم تقتصر الإجراءات التعسفية على تلك الأمور بل مست دور العبادة أيضا، حيث هدمت العديد من المساجد والمدارس الدينية، وتحول السلطات في أغلب الأحيان دون إعادة بنائها أو ترميمها.
المصدر : الأقصى |
||