[caption align="alignleft" width="300"]مسلمو أراكان الروهنجيا والضمير الإنساني الغائب في العالم المتحضر[/caption]
نتيجة لأعمال العنف في أراكان ميانمار ضد المسلمين, والتي قام بها البوذيون المتطرفون نزح 115.000 شخص حسب إحصائيات الأمم المتحدة, وهم في أسوأ وضع, في المخيمات, بدون توفر أي خدمات إنسانية أو رعاية صحية.
وقد طلبت الأمم المتحدة من حكومة ميانمار السماح بإيصال المساعدات إلى المتضررين, سواء إلى أقلية كاشين أو أقلية الروهنجيا , أو غيرها. و قد زارت ميانمار مؤخرا بعثة للشؤون الإنسانية تابعة للأمم المتحدة وأبدت بالغ قلقها تجاه ما يجري في ميانمار وقالت إن النازحين في أمس الحاجة إلى وصول المساعدات إليهم.
ولا يخفى على أحد أن الأزمة تتحول إلى كارثة إنسانية بمجيء موسم الشتاء, وهم في المخيمات وليس لديهم ما يحميهم من الشتاء من بطانيات وغيرها خاصة الأطفال والمسنين إضافة للمرضى الذين يتزايد عددهم يوما فيوم, بسبب تلوث البيئة الناتج عن كثافة التجمع المكتظ في المخيمات.
هؤلاء النازحون مشردون من بيوتهم, ومنازلهم وقراهم مهدمة, بل أصبحت رمادا بأيدي البوذيين وبمساندة الحكومة، أليس هؤلاء البوذيون وحكومة ميانمار مجرمين بعرف المحكمة الجناية الدولية هل (تين شين) رئيس ميانمار قوي بهذا القدر في العالم ليستطيع في عشية وضحاها أن ينشر الفساد والدمار بهذا الشكل في المجتمع المسلم في ميانمار تحت مسمع و مرأى العالم, ويدعي كذبًا أنهم ليسوا مواطنين؟ إن تاريخ الروهنجيا في أراكان يمتد لقرون, بل إن البوذيين ( المغ ) هم الذين وفدوا بعد المسلمين الروهنجيا من مناطق مغدة وتبت الهند.
الروهنجيا في أراكان ميانمار يبادون اليوم بمؤامرة مدبرة لتكون أراكان منطقة بوذية خالصة, فبعضهم يهاجر عن طريق البحر ولا يعرف أين مصيره, وكثير منهم مغرقون فيه أو تائهون, وهناك حكومة بنجلاديش التي مازالت في غمرتها وغيها تمنع دخول اللاجئين المسلمين الروهنجيا بل تدفعهم إلي الجحيم ليذوقوا تعذيب البوذيين. كل يوم هناك أخبار متواترة أن حكومة شيخ حسينة في بنجلاديش تعيد المسلمين الروهنجيا إلى ميانمار كل ما أردوا اللجوء إليها, رغم مناشدة هيئة الأمم المتحدة وكثير من الدول بفتح المعبر الحدودي بين الجانبين.
المسلمون في أراكان في رعب وخوف دائمين, ولا ضمان لهم من وقوع أي خطر من قبل البوذيين المتطرفين إضافة إلى الاعتقالات واغتصاب النساء وتقييد جميع تحركات المسلمين, فأراكان أصبحت كالسجن تحت أديم السماء. وحسب رأي المنظمات الإنسانية كما في بعض تقاريرها:
يجري تنفيذ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في كل يوم, وجميع هذه الأعمال الإجرامية تشكل انتهاكات مباشرة للقانون الدولي بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
الدكتور وقار الدين وجهوده لإنقاذ الشعب الروهنجي
فبفضل من الله وعونه برز في الساحة حاليًا أحد القيادات النادرة, وهو موهوب من الله على التضحية والتفاني للشعب وللإنسانية.. البروفيسور دكتور وقار الدين؛ أحد أبناء الروهنجيا الذي تم تعيينه المدير عام لـ"اتحاد الروهنجيا أراكان" الذي تم تأسيسه في مقر منظمة التعاون الإسلامي ويضم نحو 25 منظمة روهنجية لتنسيق العمل والمطالبة بالحقوق الروهنجية في ضوء الحقوق الإنسانية والأعراف الدولية .
وما زال الرجل يبذل جهوده بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الأممية ومنظمات حقوق الإنسان وقام بعشرات الزيارات واللقاءات مع مسئولين كبار على المستوى الدولي وبشكل رسمي وكان همه حل القضية حلا سياسيا سلميا كما هو موقف المجتمع الإسلامي حيث هناك عدة قرارات هامة للقمة الاستثنائية بمكة المكرمة في رمضان الماضي عبرت عن رسالة السلام إلى العالم وإلى المجتمع الإنساني، لكن حكومة بورما ( ميانمار ) ردت بما خيب أمل الجميع باستمرار تماديها وغيها تجاه هذا الشعب المقهور .
ومازال د. وقار الدين يواصل جهوده في عرض القضية في المحافل الدولية عبر وسائل الإعلام المختلفة والمؤتمرات عالية المستوى في الغرب والشرق لتحريك المجتمع الدولي والإسلامي والمنظمات الأممية ومنظمات حقوق الإنسان تجاه القضية، وعلى المجتمع الإسلامي والمنظمات الدولية الإسلامية استمرار الدعم له بشتى أنواعه دعما لهذا الشعب المقهور .
خطأ إعلامي
يتناول الإعلام مشكلة الروهينجيا على أنها نزاع بين طائفتي المسلمين والبوذيين، وهذا خطأ, فهناك ضغوط مستمرة من قبل البوذيين وحكومة ميانمار, أي ظلم من قبل البوذيين الحاقدين حكومة وشعبا من طرف واحد على شعب أعزل هم الروهنجيا الذين لا حول ولا قوة لهم, فكيف يكون هناك نزاعات بين طائفتين، وليس عند الروهنجيا أي قوة للمقاومة والدفاع, بل الدافع الكبير لكون البوذيين أكثر وحشية تجاه المسلمين تأكدهم أنه ليس هناك مانع أمامهم لممارسة ما يريدون من عنف وأعمال قمعية لإخلاء أرض أراكان من المسلمين.
وجدير بالذكر أن البوذيين (راخين) أو (المغ) تاريخهم تاريخ قراصنة البحر خاصة في مناطق جنوب غرب بورما وبعض المناطق الحدودية لبنجلاديش, وهم الذين كانوا يمارسون القتل ونهب أموال التجار الذين كانوا يجوبون دول شرق آسيا عبر المعبر البحري الممتد من المحيط العربي إلى بحر الهند وخليج البنغال وجزر ماليزيا وإندونيسيا، فنفس تلك الرذيلة تكررت حاليا ظنا منهم أنه سيسهل لهم عملية تصفية المسلمين من بورما ونهب ممتلكاتهم وثرواتهم .
ومن الدوافع عداوة حكومة بورما تجاه المسلمين كون منطقة أراكان تتمتع بثروات هائلة معدنية من غاز وبترول وأحجار كريمة وكذا ثروات الأشجار القيمة من صندل وعود وشاجوان, إضافة إلى ما تتمتع من مناظر خلابة طبيعية من أطول الشواطي والجبال العالية الخضراء الداكنة حيث تحتل مكانة استراتيجية فريدة للسياحة العالمية وكذا هناك مساحات فائضة كبيرة تتخللها أنهار مياه عذبة صالحة لزراعات الأرز والقطن وكمية هائلة من الفواكه والخضروات حيث كانت تجلب إليها التجار والمستثمرين في السابق .
ويشير بعض المحللين إلى مشروع تأسيس دولة راخين الكبرى للبوذيين والتي ستشمل بعض المناطق الجبلية الممتدة في بنجلاديش على حدود بورما والهند، وبعض المؤشرات تدل على ذلك حيث ثبتت مشاركة بعض البوذيين البنغاليين فيما جرى من القتل الجماعي وممارسة أعمال العنف على المسلمين منذ شهر يونيو من هذا العام .
فمن الضروري على المجتمع الإسلامي اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذه الأزمة وحماية المسلمين واختيار استراتيجية ملائمة تضمن حفظ أنفس وأعراض وحقوق المسلمين والتأكد من عودتهم إلى ممتلكاتهم المتوارثة من آبائهم وأجدادهم عبر القرون .
كما يجب على المجتمع الدولي تجاوز التنديد من خلال البيانات والكلمات والمؤتمرات إلى فرض الضغوط التي تضطر حكومة ميانمار إلى تغيير موقفها تجاه الأقلية المسلمة .
ومازالت عدة منظمات تطلب من الأمم المتحدة اتخاذ قرار لإرسال قوات سلام لحماية ملايين البشر من تلاعب البوذيين المتطرفين بحياة أنفس بريئة وكرامة ملايين النساء والبنات ونحن أيضا معهم في هذه المطالبة المهمة.
مؤتمر أراكان الوطني – قسم الإعلام والصحافة