وكالة أنباء أراكان ANA | الأمناء
بقلم: عفاف سالم
بالأمس وصلتني رسالة عبر الواتس من أستاذي الدكتور صالح يوسف وهي الرسالة الأولى فتحتها فإذا هي صورة مأساوية تصور معاناة وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وآدمية البشر التي وصلت أسفل السافلين على مرأى ومسمع العالم أجمع .
وإنك لتعجب كيف تنتهك الحرمات هناك والأعراض بأعصاب باردة ولا تجد من يحرك ساكنا.ً
المنظمات الحقوقية التي تدعي الإنسانية تغض الطرف عمداً عنهم، ومن يدعون محاربة العنف ورفضه بكل صورة وأشكاله يتغيبون .
صور تقشعر لها الأبدان وتتفطر لها القلوب ، لمسلمين كل ذنبهم الذي ارتكبوه والجرم الذي اقترفوه أن قالوا ربنا الله فنالوا الويل والتنكيل ومن العذاب الواناً شتى.
لكم الله يا أهل ميانمار لكم الله وأنتم تتمسكون بدينكم وقيمكم في زمن بيعت فيه القيم والمبادئ بثمن بخس، لكم الله وأنتم تتجرعون الويلات وتحتملون فوق طاقة البشر، لكم الله وأنتم تعانون الخذلان من جميع الدول الإسلامية التي تجاهلت قضيتكم وما هبت لنصرتكم وكذا من المنتسبين للمسيحية بل وحتى اليهودية فالكل يعاف الظلم والاضطهاد ويقيم الدنيا ولا يقعدها تحت مسمى حق الحريات وحق اعتناق الاديان وحق .
لكن الجميع عند ميانمار يدس الرأس في الرمال فلا رحمة بطفل تم تعريض جسده للانتهاك والشواء ولا شفقة بامرأة استبيح عرضها وانتهكت كرامتها بل والأمر من ذلك إن غرس في أحشائها جنين من غير حول منها ولا قوة أتراها تمسكه على هون أم تدسه في التراب أم .... ولا شفقة على رجل تم تجريده من ملابسه زيادة في التنكيل ومبالغة في إهدار الكرامة والرغبة بكسر الشرف فيصيرون والنساء على السواء في شدة القهر وعظم البلاء ولا استثناء لعجوز قد هده الشيب والكبر ولا.... وهذا طبعاً فضلاً عن إعدامات جماعية وتلذذ بمناظر مأساوية بل وعدوها انجازات عالمية وما خفي كان أعظم.
لا حول ولا قوة الا بالله كل ذنبهم أن قالوا ربنا الله ، وإنك لتعجب من هذه الهجمة الشرسة على هؤلاء المستضعفين والتي لم يتعرض لها لا عباد الشجر ولا الحجر ولا حتى البقر .
وفوق هذا وذاك فهناك ما يحز في النفس وأشد إيلاماً هو أن يكتب على تلك الصور المتداولة انشر فسبك ووسوس ولا تتريث وعماك الله إن لم تفعل فهل هذا يمت للدين بصلة وهل هذا خلق المسلم الحق.
والمسألة كما ترون ظاهرها جميل حمية دينية وانسانية في حين أن باطنها قبيح وهو عملية استثمار لتلك الأنات والاتجار بالجراحات والنكبات وحسبنا الله ونعم الوكيل .
إلى كل من يؤمن بالله واليوم الآخر وإلى كل من يدعون الدفاع عن حقوق الانسان وإلى كل مسلم أو مسيحي أو حتى يهودي ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وارفعوا الظلم عن هؤلاء الذين استضعفوا فجميع الأديان التي تعتنقها البشر تحث على الرحمة وتزكي أصحابها.
ولا نقول إلا ارحموا أعزة قوم ذلوا وانصفوهم قبل أن يخسف الله بكم الأرض وأمدوهم بالمال والغذاء والكساء ووحدوا جهودكم لرفع عنهم هذا البلاء الذي يجهز على الصغار والكبار والنساء والرجال بلا استثناء.
وصبراً آل ميانمار صبراً فأنتم تقتلون لتمسككم بدينكم وغيركم يقتلون دفاعاً عن كراسي زائلة ودنيا بشر فانية .
فهنيئاً لكم صبركم والشهادة على أيدي أولئك النفر الذين يضحكون اليوم وهم يجرمون وغداً سينعكس الأمر ومن يبكون اليوم ويتجرعون الويل سيضحكون غداً فذاك الوعد الحق في سورة المطففين ألم يقل ربكم تبارك وتعالى :" إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون، وإذا مروا بهم يتغامزون، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين". وكذا لقول ربكم تبارك وتعالى في سورة الشعراء متوعداً :" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" وكثيرة هي الآيات البينات التي تتوعد الظلمة بما أعده الله لهم من العذاب الاليم فربكم إنما يمد لهم ليزدادوا إثما.ً
عساه ربنا يفتح لكم بنصر وعزة وجند من عنده عاجلاً غير آجل يا رب وعساها تستيقظ الضمائر الميتة وتفيق من غفوتها وسباتها وتهب لنصرتكم ورفع الظلم عنكم.
وتحياتي لجميع القراء الكرام وجميع الأنام والصلاة والسلام على نبي الرحمة وبدرها التمام .