وكالة أنباء أراكان ANA | البلاغ
بعد الانتهاكات المروعة التي يتعرض لها مسلمو ميانمار (الروهنغيا) بشكل متكرر وممنهج، أصبحت ميانمار ذريعة جديدة لتنظيم داعش الإرهابي حتى يتسنى له تعزيز تواجده في إقليم جنوب شرق آسيا.
وأوضحت صحيفة “لوموند” الفرنسية في مقال نشر، يوم أمس الأحد، في موقعها الالكتروني، أن الجهاديين لا يزالون يستهدفون منطقة جنوب شرق آسيا حيث يعيش عدد كبير من المسلمين مقارنة بإجمالي عددهم في العالم العربي.
وأوضحت الصحيفة أن تواجد تنظيم داعش في أفغانستان كان حتى وقت قريب مقصور فقط على إقليم “نانجارهار” على الحدود مع باكستان، ولكن في يوم 8 فبراير الجاري، قام تنظيم داعش بنصب كمين في شمال غرب البلاد على الحدود مع تركمانستان، وهاجم قافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر ما أسفر عن مقتل ستة من أعضائها وخطف اثنين آخرين.
وأدانت بشدة حركة طالبان هذا الهجوم واعتبرته “الأسوأ منذ عشرين عاما” مستهدفا اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وفقا لصحيفة “لوموند”، يسيطر داعش الآن على جزء من إقليم جوزجان شمالي أفغانستان وفتح فيه مراكز احتجاز رهائن من بينهم اثنين من أعضاء اللجنة الدولية للصليب الاحمر. ولم يتوسع بعد تنظيم داعش اقليميا في باكستان، ولكنه زرع مرة أخرى الرعب والخوف في نفوس المواطنين خاصة في يوم 16 فبراير 2017، عندما أعلن مسؤوليته عن مقتل 75 شخصا على الأقل في مزار صوفي في إقليم السند الباكستاني. وازداد توسع داعش في الإقليم نتج عنه انضمام أكثر من ألف مقاتل في جنوب شرق آسيا إلى صفوف التنظيم في سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت ثلاثة جماعات تكفيرية في جزيرة “مينداناو” الفلبينية، مبايعتهم لأبي بكر البغدادي في بداية العام الماضي. وأعلن داعش مسؤوليته عن ثلاث هجمات في جاكرتا في عام 2016، من بينها هجمة وقعت في يوم 14 يناير وأسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم أربعة إرهابيين، وأخرى في كوالالمبور يوم 28 يونيو (بدون وقوع إصابات) والهجمة الثالثة في سولو في جزيرة جاوة يوم 5 يوليو (وأودت بحياة انتحاري واحد).
وأشارت صحيفة “لوموند” إلى أن هذه الحصيلة تدل على أن تنظيم داعش يسعى إلى ترسيخ وجوده في إقليم جنوب شرق آسيا وأخذ من الانتهاكات المتكررة ضد مسلمي ميانمار ذريعة له لتعزيز وجوده في المنطقة.
في ميانمار، قتل ما لا يقل عن ألف من المدنيين المسلمين وفر عشرات الآلاف من الروهنغيا إلى بنغلاديش المجاورة واستقروا بها خاصة بعد الاضطرابات التي اندلعت عام 2012، دون أن يسمح لهم بعد ذلك للعودة إلى وطنهم الاصلي.
وفي يوليو 2014، دعا أبو بكر البغدادي “إخوانه” في ميانمار للانضمام الى خلافته في الموصل ومنذ ذلك الحين وتستمر الدعاية لتنظيم داعش الإرهابي في ميانمار لإدانة “الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها جماعة الروهنغيا. وبات بالفعل وجود لمقاتلي داعش في بنغلاديش على الرغم من نفي السلطات المحلية وعلى الرغم من الهجوم الذي وقع في الأول من يوليو 2016 في مطعم في دكا أسفر عن وقوع 20 قتيلا بينهم 18 أجنبيا.