[caption align="alignleft" width="300"]نفاق ممنهج! أ.د. سالم بن أحمد سحاب[/caption]
قرر الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين الماضي، رفع كل العقوبات التجارية والاقتصادية والفردية المفروضة على «بورما» باستثناء حظر السلاح، رغم استمرار حملات الإبادة الجماعية ضد المسلمين الروهينجا. وقال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ: «إن الاتحاد يرغب في فتح صفحة جديدة في علاقاته مع بورما، بإقامة شراكة دائمة».
وفي اليوم نفسه اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات البورمية في ولاية راخين في ميانمار بالضلوع في عمليات تطهير عرقي ضد مسلمي الروهينجيا العام الماضي، والمساعدة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأضافت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرًّا لها أن قوات الأمن البورمي تواطأت في تجريد الروهينجيا من أسلحة بدائية، وشاركت بوذيين من الراخين في قتل رجال ونساء وأطفال في يونيو وأكتوبر من العام الماضي. وقال التقرير عن الاضطرابات التي قتل فيها 110 أشخاص: «على الرغم من أن قوات الأمن الحكومية في بعض الحالات تدخلت لمنع العنف وحماية المسلمين الفارين، فإنها كثيرًا ما وقفت دون تدخل أثناء هجمات، أو ساعدت بشكل مباشر المهاجمين في ارتكاب جرائم قتل وانتهاكات أخرى».
وفي الأسبوع نفسه، أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا (وحتى إسرائيل) ثبوت استخدام النظام السوري غاز الخردل السام ضد أبناء شعبه الأعزل، ومع ذلك لم تفعل أوروبا شيئا.
نفاق دولي ممنهج! ماذا تريد أوروبا من شراكة دائمة مع دولة فقيرة بائسة مثل بورما؟! هل سيكون لهذه الشراكة معنى لو أن الضحايا كانوا من المسيحيين أو اليهود أو حتى البهائم والكلاب؟! إنها بوضوح سياسة نكال بالمسلمين، لا يُفهم منها إلا أنها مكافأة للبوذيين المجرمين جراء أفعالهم الشنعاء! وهي السياسة نفسها المتبعة مع نظام الأسد: ينددون به نهاراً ويربتون على كتفه مساء!
صحيح أننا لا نتوقع منهم سوى ذلك، فقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر! هذه البغضاء تُترجم بكل نعومة إلى فعل مكسو بالأباطيل: شراكة دائمة مع بورما، حماس منظمة إرهابية.. إلى آخر المنظومة المحبوكة بعناية الشيطان ودهاء الصلبان.