بقلم: عبدالعزيز الكندري
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
تفاقمت في شكل كبير معاناة نازحي الروهنغيا الإنسانية نتيجة عنف قوات ميانمار، حيث حذرت العديد من المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة جراء انعدام الطعام والشراب وقلة المساعدات الإنسانية وتفشي الأمراض، خصوصا مع تزايد أعداد اللاجئين في مخيمات بنغلاديش إلى أكثر من نصف مليون لاجئ.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية، لتجنب وقوع كارثة كبيرة في مجال الصحة العامة حيث يعاني 518 ألف شخص من مسلمي أقلية الروهنغيا، والذين فروا من ميانمار خلال الأسابيع القليلة الماضية من نقص واضح في تجهيزات المياه النظيفة والصرف الصحي، مع تزاحم المئات على مرحاض واحد في بعض المخيمات.
مهمة ضخمة مقبلة لحماية مئات الآلاف من الأطفال اللاجئين تنتظر المؤسسات الإنسانية والخيرية الرسمية والأهلية، لحماية الأطفال الذين يشكلون أكثر من 60 في المئة من اللاجئين. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ان مأساة مسلمي الروهنغيا، امتدت إلى غرق بعض القوارب التي تقلهم إلى بنغلاديش.
مبادرة رائعة قامت بها الرحمة العالمية بإطلاق حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، للتعريف بمعاناة اللاجئين الروهنغيين تحت عنوان «لا نريد أن نرى المزيد»، شارك فيها العديد من مشاهير السوشيال ميديا وكان الهاشتاغ #لاجئو_ميانمار ترند لأكثر من 24 ساعة وظهر أكثر من 4 ملايين مرة، وكانت المشاركة في الحملة عن طريق التقاط صورة شخصية تضع فيها يدك على عينيك، وتكتب على الصورة أو في الوصف «لا نريد أن نرى المزيد» ومن ثم تنشرها على مواقع التواصل تحت هاشتاغ #لاجئو_ميانمار: #Burma_refugees. فهذه الحملة والصورة، ستكونان أبلغ وسيلة للتعبير للعالم عن رفضك لما يتعرض له اللاجئون من اضطهاد، وضرورة التوقف عن تهجيرهم، والتحرك لمساعدتهم. وذكر القائمون على الحملة، العديد من القصص عن معاناة الروهنغيا، منها قصة سيدة هاجم الميانماريون قريتها الفقيرة، اقتحموا بيتها الخشبي، سرقوا منه كلَّ ما تملك، وأحرقوه أمام عينيها وأجبروها على الرحيل... وعندما توسلت لهم هددوها بالقتل أمام أطفالها إن لم ترحل «حالاً»... وخلال فرارها سمعت أنهم يطاردون كلَّ شخص من الروهنغيا، للتنكيل به وقتله. وبعد 8 أيام من الجوع والخوف والبكاء، وصلت إلى الشاطئ، فرآها صاحب قارب صيد، رأف بحال أسرتها ونقلهم إلى بنغلاديش حيث يعيش الآلاف من اللاجئين... وروميدا صاحبة القصة، تعيش مع أطفالها تحت ظلِّ شجرة في انتظار وصول منظمات إنسانية لمساعدتهم.
أما النازحة زليخة، فقالت وهي تبكي «صبوا على حفيدي البترول وأحرقوه أمام عيني»، فما كان منّا إلا الفرار خشية على حياتي وحياة أبنائي وأحفادي. وقد وصلوا إلى منطقة الحدود البنغلاديشية بعد رحلة استمرت 9 أيام، عانوا فيها العذاب والجوع والخوف والارهاق.