[caption align="alignleft" width="300"]ميانمار .. مأساة إنسانية - بقلم: محمد جبريل[/caption]
عود إلي الكتابة عن مسلمي ميانمار ما يشغلني هو البعد الإنساني وليس البعد الديني نحن نضع قضايا العنصرية والتفاوت الطبقي والسيطرة والاستلاب والقهر في دائرة ضيقة إن قصرناها علي الديانة يبين الاستسهال عن ملامحه في قراءة الحربين العالميتين وعشرات الحروب الإقليمية والأهلية التي كان أطرافها ينتمون إلي ديانة واحدة.
مأساة الأقلية المسلمة في ميانمار جزء من المآسي التي يحيا الشعب في ذلك البلد الذي يقوده تحالف غير إنساني من العسكر والرهبان البوذيين ولعلنا نذكر المعاناة القاسية التي واجهتها سوشي زعيمة المعارضة البوذية الديانة خلال نضالها ضد مواطني بلادها ضد القهر الذي مارسه تآلف العسكر ورجال الدين بحيث استحقت - لمواقفها النضالية - جائزة نوبل في السلام.
شعب ميانمار - بكل طوائفه - يخضع لأعتي النظم الديكتاتورية في العالم وإذا كانت الأمم المتحدة - ترغيباً لقياداته في التعامل الإنساني - قد رفعت العديد من العقوبات ضد ميانمار لأن تأثيراتها السلبية انعكست علي المواطنين البسطاء فإن التغيير الحقيقي يظل حلماً وردياً يصعب تحويله إلي واقع ما لم تصحبه قرارات دولية حاكمة.
لقد أضرمت النيران في الدور والمدارس والمساجد ودمرت الزراعات وأزيلت قري بكاملها ولحقت المطاردات من لاذوا بالفرار بهدف استئصالهم تماماً ومن يبقي يفرض عليه ما يجعل الحياة مستحيلة فلا تشيد مساجد بديلة للمساجد القديمة المتهالكة ولايؤذن للمسلمين بتلاوة القرآن أو رفع الأذان أو تسمية أطفالهم بأسماء إسلامية ولايحق لهم إنشاء مدارس دينية فضلاً عن إفقاد الخصوبة والحقن بالعقم ومنع حق الإقامة أو التملك وعدم ممارسة التجارة والأعمال الحرة واقتصار عملهم كأجراء أو عبيد لقاء أجور ضعيفة بحيث يضطر الكثيرون إلي العيش في الطرقات بل إن مسلمي ميانمار لايجدون مقابر يدفنون فيها ويحظر عليهم التعليم العام داخل البلاد وخارجها وعمليات التحرش الجنسي ضد النساء ظاهرة يومية حتي من يلجأن إلي المستشفيات الحكومية لإجراء فحوص طبية كما تصادر أية محاولة للتعبير عن الهوية الثقافية.
عندما تتقاعس منظمة ما عن أداء دورها فإنها تفقدها المعني الذي أنشئت من أجله الكلام ينطبق علي كل المنظمات الدولية السياسية والاجتماعية والثقافية وينطبق - في الدرجة الأولي - علي منظمة المؤتمر الإسلامي التي لازلنا نتوقع منها خيراً لصالح المجتمع الإنساني بعامة والمجتمع الإسلامي بصفة خاصة.