[caption align="alignleft" width="300"]مذابح ميانمار بين صرختى الأزهر و"المعتصم"! محمد خضر الشريف[/caption]
كثّر الله خير"الأزهر" كمؤسسة إسلامية عريقة، أن تذكر مسلمي ميانمار، وما حدث لهم من مذابح متواصلة في قرى العاصمة الثانية "مندلي"، وأصدر بيانه شديد اللهجة، ضد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.. يأتي بيان الأزهر في وقت أصمّت كثير من مؤسساتنا الإسلامية العديدة آذانها، بعد أن رأت أن البيانات التي تستفرغ الشجب والاستنكار لم يعد لها تأثير حتى إننا أصبحنا نعزف عن قراءتها من أول كلمتين في العنوان وأصبحت استهلاكًا محليًا ليس إلا.. المذابح التي تطول المسلمين هناك وحرق الناس أحياءً والوسائل البشعة التي تستخدم ضد مسلمي بورما هناك لن تكون الأولى ولا الأخيرة، وستستمر وتزيد مادام دم المسلم أصبح رخيصًا لهذا الحد، الذي جرأ سفهاء الناس من الكفرة والمردة والمتعنصرين على المسلمين فأًصبحوا كل يوم يفاجئوننا بوسيلة تعذيب أبشع من أختها حتى صرنا نخجل من أنفسنا قبل الخجل من أعدائنا.. سوف يسألنا الله تعالى عن "الصمت الرهيب" الذي نلتزمه كمسلمين، نتشدق بأننا "يد على من عاداهم" و"أنه يجير عليهم أدناهم"، وأن صارخ القرآن يصرخ في قلب كل مؤمن منّا ليل نهار قائلًا: "إنما المؤمنون إخوة" وربما استحضرنا "صرخة المستعصم" من التاريخ نغنيها بشجن وبفخر ونكتفي بهذا في كتاباتنا وفضائياتنا ونوادينا السياسية والإعلامية ثم ننام آخر الليل ملء جفوننا، وكأن شيئًا لم يكن. ندد الأزهر بالمذابح واحتساب الضحايا شهداء عند الله.. كلام جميل، ولكنه ليس الحل، والحل هو كما قال بيان الأزهر في المجتمع الدولي الذي يتحمل المسؤولية وعليه أن يفتح تحقيقًا عاجلًا فيما يتعرض له مسلمو بورما. إن منظمات حقوق الإنسان الدولية يشاركها كل أحرار العالم عليهم أن يثبتوا أنهم "إنسانيون" فعلًا وقلبهم على بني الإنسان في بورما، أولًا بالعلم قدر المستطاع بإيقاف حمامات الدم المتواصلة، والمحرقة تتبعها المحرقة، التي تتعرض لها أجساد عارية من رجال ونساء وأطفال وشيوخ مسنين، والبيوت التي تهدم والمساجد التي تحرق والمدارس الدينية التي تحرق أيضًا كل هذا لا يتفق مع الإنسانية ولا شعارات حقوق الإنسان العالمية التي تزأر لإنسان أوروبي يهودي أو نصراني أو إنسان إسرائيلي صهيوني، وتغض الطرف ويصيبها العمى التام إن كان هذا الإنسان مسلمًا.. أضم صوتي لصوت بيان الأزهر: "إن التاريخ لن يرحم ظالمًا، ولن يفلت مجرمٌ أيًا كان من لقاء عدالة الله"، و"سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون" .