[caption align="alignleft" width="300"]الروهنجيا: الـجلّاد هو الضحية!...عبد الله منور الجميلي[/caption]
نعم العالم الإسلامي فيه الكثير من المناطق المشتعلة؛ في سوريا ولبنان ومصر والعراق وغيرها؛ ولكن أغلبها حاضر لدى وسائل الإعلام وفي المحافل الدولية.
لكنْ هناك مسلمون يعانون الاضطهاد والقتل والتّـهْـجِـير من ديارهم، صباح مساء، وفي مخيمات لجوئهم يحاصرهم الجوع والمرض؛ وهم مَـنْـسِـيّـون!
أولئك إخواننا (الروهنجيا في بورما)، الذين تغيب مأساتهم عن المشهد الإسلامي والعالمي؛ بل الصوت الأعلى والأقوى دولياً للبوذيين الذين يفتكون بهم، فهذه صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية، تلتقي بالراهب البوذي(آين ويراثو) الذي يتزعم حملة العنف والقتل ضد مسلمي بورما، معترفاً بذلك بحجة أنهم خطر يهدد الوجود البُـوذي، وأن تلك الأقلية المسلمة تَـتَـصِـف بالقـسَـوة، والتطرف؛ بل هم آكلون لِـلِـحُـوم الـبَـشَـر؛ فهم بزعمه يشبهون سمك الكَـارب الأفريقي يتناسلون بسرعة، ويَـتّـسِـمُـون بالعنف، ثم يأكلون غيرهم وبعضهم البعض، مؤكداً أنهم سيواصلون حملتهم للقضاء على المسلمين!!
يأتي الحضور الإعلامي البوذي الذي يشَـوّه صورة الإسلام والمسلمين عموماً، ومسلمي بورما خصوصاً؛ لِـيصنع من الجَـلاد ضحية، ومن المظلوم مجرماً؛ والنتيجة مَـوت قضية إخواننا المضطهدين في (أراكان بورما)؛ في ظِـل صَـمت إعلامي وسياسي من العَـالَـم الإسلامي!!
بل حتى المساعدات التي جمعت من بعض الدول والمنظمات الإسلامية لنجدة قاطني المخيمات هناك لم تصِـل لمستحقيها، وهذا ما أكده عضوُ مجلسِ الأمةِ الكويتي صالح عاشور؛ حيث أشار بعد زيارته مع وفد كويتي لمخيمات اللاجئين بأن مسلمي الروهنجيا لم يصلْهم أيُّ نوعٍ من المساعدات العينيةِ أو الماديةِ؛ وتلك كارثة ومأساة أخرى!
كل تلك الأحداث والمعطيات وما يعانيه (أشقاؤنا في بورما) تنادي العالم الإسلامي بـسَـاسَـته وعلمائه وإعلامييه وجمعياته الخيرية، لكيما يقوم بواجبه في نُـصرة أولئك المساكين ودعمهم!!
فمجرد الاجتماعات التي تعقبها بيانات وتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع؛ فالواقع يصرخ بأهمية حملة سياسية وإعلامية منظمة، تضغط على (حكومة ميانمار)، وتفتح ملف القضية لدى المنظمات الدولية!
وكم أتمنى أن يقوم بعض العلماء والدعاة الذين لهم جماهيرية وقبول بزيارة المسلمين هناك، وكم أتمنى أن تقوم حملة تبرعات لإغاثة إخواننا قبل رمضان، بشرط تنظيم جسر جوي يضمن وصول المساعدات لهم؛ فهَـل نحن المسلمين فَـاعلون؟! إخواننا ينتظرون؟!