[caption align="alignleft" width="300"]كفاح الروهينجا لايجاد وطن جديد[/caption]
بدأ "حنيف" ابن 38 عاماً الطعام مع أخته "حسينة" في أحد زوايا الغرفة عندما أتى مستشار جمعية "المساعدة القانونية في جاكارتا" ليتفقدهما وليطمئن على اللاجئين الروهينجا المقيمين معها في مبنى الجمعية.
قال حنيف للمستشار :"لا أعلم ماذا أفعل. أريد ان يساعدني الناس في الحصول على جنسيةٍ لي ولعائلتي." وكان والدي حنيف فد فرا من ميانمار في ثمانينات القرن الماضي، إذ أدى تصاعد التمييز العنصري وانتهاك حقوق الانسان في ميانمار ضد الروهينجا إلى هروب مئات الآلاف من أفراد هذه الأقلية والبحث عن ملجأ في دول أخرى بما فيها إندونيسيا.
يحاول حنيف إيجاد وطن جديد، وهو واحد أصل 506 أشخاص عمدوا إلى البحث عن ملجأ جديد في دول أخرى فانتهى الأمر بـِ 135 شخص في اندونيسيا وصلوا إليها إما مباشرة أو عن طريق دول أخرى مثل ماليزيا.
وبعكس أستراليا ومعظم الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادئ لم توقع كل من ماليزيا وإندونيسيا (وكلتاهما من الدول ذات الأغلبية الاسلامية) على ميثاق الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي يشترط عدم معاقبة اللاجئين الهاربين من الاضطهاد في بلدهم بسبب عدم شرعية دخولهم أو أقامتهم في الدول التى فروا إليها. وكانت أستراليا قد وقعت على هذا الميثاق عام 1954، وفي عام 2011 بدأت بزيادة استيعابها لللاجئين.
وقد أخبر حنيف دورية "جاكارتا بوست" أن والداه فرّا من "مانغداو" وهي مدينة في ولاية أراكان في غرب ميانمار منذ 3 عقود تقريباً. وخلال ثمانينات القرن الماض رفضت حكومة ميانمار الاعتراف بالروهينجا كمجموعة عرقية، بل اعتبرت أنهم أتوا من بنغلادش كعمال يعملون بالزراعة خلال فترة الاستعمار البريطاني، لذلك فهم بنظرها غير مؤهلين للحصول على الجنسية.
وقال حنيف :" بعد ان عشت 30 عاماً في ماليزيا وأجريت هناك مقابلات مع مكتب وكالة شؤون اللاجئين التابع للامم المتحدة، وجدت انه ليس لدينا أمل كبير في الحصول على الجنسية."
وكان حنيف قد جلب عائلته إلى إندونيسيا في شهر كانون الثاني (يناير) عبر مدينة مدان في شمال سومطرا حيث مكث هناك لمدة شهرين قبل ان يتابع الرحلة إلى جاكارتا.
لسوء الحظ، تعتبر إندونيسيا طالبي اللجوء على انهم لاجئين غير شرعيين فتقوم بإرسالهم في معظم الأوقات إلى مراكز الاعتقال ومن ثم تعيدهم إلى وطنهم الأم. لذلك قرر حنيف ان يترك مع عائلته إندونيسيا ويتوجهوا إلى استراليا. لكن الخطة فشلت، وخُدعت عائلته بمجموعة مؤلفة من 8 أشخاص وعدت بتسفيرهم إلى استراليا مقابل مبلغ 132 مليون روبي ( 13,200 دولار أميركي). وقال حنيف :" أخذونا الى المطار ووضعونا في مخزن بعد ان أبرحونا ضرباً." فوجنا احد العاملين قرب المخزن وساعدنا وأخذنا الى مكتب الامم المتحدة لللاجئين في جاكارتا. وفي المكتب قالوا لنا ان العملية ستستغرق وقتاً طويلاً، وهم بحاجة للتأكد إذا كنا روهنجا ام لا." وفي غضون ذلك انتقل حنيف وعائلته من مكان إلى آخر بما فيها مسجد، والان تساعده الجمعية مجاناً. وقد قال مصدر في "شبكة المجتمع المدني الاندونيسي لحماية اللاجئين" انه طبقا لاحصاءات الامم المتحدة هناك 8584 شخص يطلبون اللجوء في اندونيسيا، والبعض منهم مازال في مراكز الاعتقال بينما آخرون خارجهم من دون حماية قانونية او طريقة للاستفادة من التعليم او الطبابة او الحصول على وظائف.
وقال هذا المصدر :" تحتاج الحكومة إلى وضع قانون لحماية اللاجئين الذين يريدون اللجوء ويجب تمييزهم عن المجرمين و المهاجرين الغير شرعيين."
ترجمة : سعيد كريدية