[caption align="alignleft" width="300"]رئيس المركز الروهينجي العالمي المكلف محمد عالم لـ«المجتمع»: ماضون في سبيل تحقيق كل مطالب الشعب الروهينجي المضطهــد[/caption]
حاوره: أحمد الشلقامي
رغم الصعاب التي يواجهها مسلمو آراكان، فإن لا أحد ينكر أن القضية قد تطورت اليوم أكثر من ذي قبل، فعمر المأساة طويل، لكنها كانت بعيدة عن الساحة الإعلامية؛ وشهدت ظهوراً إعلامياً نشطاً منذ عام؛ وذلك نتيجة لحركة نشطاء بورميين في الخارج حملوا على عاتقهم نشر قضيتهم، والسعي لتحقيق مكاسب لها على أرض الواقع.
«المجتمع» التقت رئيس المركز الروهينجي العالمي المكلف محمد عالم ياسين، لدى عودته من «مؤتمر جنيف» الذي استمع إليهم في قضيتهم، وآخر التطورات على الساحة الدولية بشأن قضية آراكان.
< مر عام على المأساة الأخيرة، هل هناك خطوات ملموسة تحققت على الأرض لدعم القضية؟
- عمر المأساة في آراكان يمتدّ لأكثر من 70 عاماً من المعاناة والتهجير، لكن القضية كانت غائبة عن مسرح الأحداث في العالم، وفي هذا العام تجددت المأساة واندلعت أزمة عرف العالم مجرياتها وأحداثها بفضل الإعلام الجديد، والحراك الشعبي الحرّ؛ ورغم فظاعة الأحداث وضراوتها هذه المرّة فإنّ الخطوات الفعلية تجاه القضية لم تكن عل المستوى المأمول، وقد كانت هناك خطوات ملموسة تحققت لدعم القضية، من أبرزها:
- توحيد صفوف الروهينجيين في العالم ووحدة كلمتهم.
- كسب تعاطف الشارع العربي والإسلامي والدولي.
- إيصال صوتنا ورسالتنا لجميع المحافل والمناسبات الدولية.
- إيصال القضية إلى صنَّاع القرار في العالم؛ لممارسة ضغط سياسي كافٍ على حكومة ميانمار؛ لإجبارها على إعادة حقوق أقلية الروهينجيا المسلوبة.
< لكن ما مطالبكم بالتحديد التي تسعون لتحقيقها؟
- لم تسعَ الحكومة البورمية في تاريخها المظلم تحقيق أيّ مطلبٍ حقيقي من مطالب الشعب الروهينجي، وإن خدعت العالم ببريق الديمقراطية المزيّف! لكننا رغم ذلك متفائلون بتحقيق كلّ مطالب الشعب الروهينجي المضطهد، وماضون بكلّ إمكاناتنا في السعي لتحويل المطالب إلى وقائع ملموسة في أرض الواقع، وأول مطالبنا:
1- حق المواطنة الحقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
2- حق الاعتراف بالعرقية الروهينجية.
3- التعايش السلمي بين القوميات.
4- أن تكون الأقلية الروهينجية جزءاً من مكونات الحياة السياسية في ميانمار.
< المؤتمر الذي حضرتموه في جنيف، ما الهدف الرئيس من تواجدكم فيه؟
- نحن في المركز الروهينجي العالمي نسعى لرصد وكشف انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضدّ الإنسانية التي ترتكب بحق الشعب الروهينجي في إقليم آراكان، ونعمل على استعادة كافة حقوقهم المسلوبة بكلّ الوسائل الممكنة، ومن منطلق حفظ كرامة الروهينجيا باستعادة جميع حقوقهم المسلوبة وفق القوانين الدولية، شاركنا في الدورة الثالثة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، وكانت أهدف مشاركتنا تتركز في:
- إيصال القضية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
- كسب دعم البعثات الدولية لمناصرة قضية الروهينجيا في جميع المحافل الدولية.
- مباشرة أصحاب القضية بمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حكومة ميانمار لإعادة حقوق الروهينجيين والأقليات المسلمة الأخرى في ميانمار.
< ما الذي أردتم إيصاله من خلال المؤتمر؟
- نحن سعينا لمطالبة مجلس حقوق الإنسان والمنظمّات الحقوقية بالضغط على حكومة ميانمار لإيقاف الانتهاكات الصارخة التي تمارس بشكل يومي ضد الشعب الروهينجي، وحاولنا إبلاغ المجتمع الدولي بوجوب حمايتهم من الإبادة التي يتعرضون لها، بما يكفل إعطاءهم كامل الحقوق المسلوبة.
< وهل ترون أن نتائج المؤتمر كانت إيجابية؟
- نستطيع القول: إنها كانت إيجابية إلى حدّ كبير، حيث تعاطف جميع الوفود والبعثات المشاركة في المؤتمر لصالح القضية، وبفضل الله أصدر مجلس حقوق الإنسان عقب المؤتمر بياناً ندَّد فيه بالانتهاكات في ميانمار.
< كيف ترى سلوك الدول المجاورة لكم وتعاملها مع القضية؟
- قضيتنا تحتاج إلى تعاطف ومؤازرة من حكومات وشعوب الدول المجاورة لآراكان، كبنجلاديش والهند والصين وتايلاند وماليزيا، إذ إن كثيراً من حلول المشكلة المتعلقة بقضيتنا بإمكان الدول المجاورة طرحها ومساندتنا، وحتى الآن لم نلتمس الدور المأمول منها، ونحن نخاطب في هذه الدول الضمير الإنساني للمساهمة في إيقاف الجرائم وإعطاء الحقوق المسلوبة للروهينجيين.
< وهل قدمت المنظمات الإسلامية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي دوراً ملموساً لصالح القضية؟
- المنظمات الإسلامية تحركت على استحياء، وبذلت بعض الجهود، إلا أنها لم تقم بالدور المطلوب أمام حجم المأساة، ومنظمة التعاون الإسلامي لها دور جيّد في نصرة القضية منذ زمن طويل، ونحن نثمن لها جهودها المتواصلة، وقد عملت في اتحاد منظمات الروهينجيا، تحت منظمة واحدة (ARU)عام 2011م، وتم الاعتراف بها من جميع أعضاء المنظمة في مؤتمر وزراء الخارجية بكازاخستان، كما سعت لإيصال القضية إلى المجتمع الدولي، ومازالت تواصل جهودها في كافة الأصعدة لحل القضية وخاصة مع حكومة ميانمار، كما دشنت المركز الروهينجي العالمي (GRC) بالمملكة العربية السعودية؛ ولا بدّ هنا أن نشير إلى دور المملكة الريادي في نصرة قضيتنا واهتمامها البالغ في رعاية الروهينجيين على أراضيها.
< منذ زيارة زوجة رئيس الوزراء التركي والموقف المشهور عنها، هل هناك تغيُّر في الموقف التركي بشكل يخدم القضية؟
- هذه المبادرة الكريمة من زوجة رئيس الوزراء التركي ساهمت في نقل حقيقة وحجم المأساة إلى العالم عبر وسائل الإعلام التركية، وقد حرّكت رأي الشارع التركي، فقامت منظمات إغاثية تركية بزيارة مخيمات اللاجئين الروهينجيين في ميانمار وبنجلاديش، كما استنكر «أردوغان» الأوضاع المأساوية للأقلية الروهنجية المسلمة في ميانمار.
< ونحن مقبلون على شهر رمضان، حدثنا عن الأوضاع الإنسانية للمسلمين في بورما وآركان تحديداً؟
- الأوضاع الإنسانية في مخيمات النازحين واللاجئين سيئة جداً؛ حيث إن الغذاء والكساء والعلاج شبه معدوم؛ لذا نهيب بالجمعيات الخيرية والمحسنين الكرام البذل والعطاء في شهر الجود والخير، ونحن في المركز الروهينجي العالمي للتنسيق والمتابعة مستعدون للتنسيق بين المانحين والجهات المنفذة، حيث إن اتحاد جمعيات بنجلاديش، ولجنة مساعدة المنكوبين في آراكان يقومان بتغطية مخيمات اللاجئين ببنجلاديش، وجزء في آراكان.
< كيف ترى مستقبل القضية؟ وهل لديكم خطط محددة؟
- نحن أصحاب القضية، نسعى بالتعاون مع المنظمات الإسلامية والإقليمية والدولية والحكومات الداعمة للوصول إلى مستقبل يكفل جميع حقوق الأقلية الروهينجية، كما نتوقع الوصول إلى حل لا بأس به للقضية إذا استمرت الجهود المبذولة بإخلاص وانتظام وتخطيط جيد، وهذا يتطلب من جميع المعنيين بحقوق الإنسان تحركاً قوياً وتواصلاً مستمراً. ولدينا خطة نسير عليها لكسب دعم فريق الاتصال للدول الأعضاء المختصة بشأن الروهينجيا والتي كونته منظمة التعاون الإسلامي، وهذه الدول هي: السعودية وتركيا والإمارات وبنجلاديش ومصر وأفغانستان.. لتمارس اتصالاتها الخاصة مع حكومة ميانمار للضغط عليها لإعادة كافة حقوق الأقلية الروهينجية.
" مجلة المجتمع "