[caption align="alignleft" width="300"]الالتزام بتوفير المأوى للروهينغيا...بقلم : خوسيه راموس-هورتا José Ramos-Horta[/caption]
وصلتني اليوم أخبار تفيد أن الروهينغيا في ميانمار الفارين من الاضطهاد قد وصلوا إلى مياه بلادي تيمور الشرقية، وعلمت أيضاً انهم قد رُدوا على أعقابهم.
وعندما سمعت بالخبر طلبت توضيحاً من وزير الخارجية "خوسيه لويس غوترس Jose Luis Guterres" الذي يمتاز بطيبته واهتمامة بالناس. وقد التقيته في مابوتو عاصمة موزابيق حيث كنا نحضر اجتماعا وزاريا للدول الناطقة باللغة البرتغالية.
وبحسب قول الوزير، "لم يكن لدى اللاجئين الروهنغيا نية بالبقاء في تيمور الشرقية، فكانت وجهتهم النهائية إلى استراليا وقال : "ساعدتهم الشرطة البحرية في تيمور الشرقية في إصلاح أعطال المحرك بناءً على طلبهم. ثم طالبوا بالسماح لهم باستئناف رحلتهم إلى أستراليا. وقد رافقتهم الشرطة البحرية إلى المياه الدولية ثم تركتهم."
هل كان هذا هو النهج الصحيح؟ وهل يعتبر من الناحية السياسية والأخلاقية تصرفاً دفاعياً؟ ليس لدي تعليق.
في عام 2001 و وعام 2002 عندما كنت وزيراً لخارجية تيمور الشرقية واجهت وضعاً شبيهاً بذلك حين عمد بعض اللاجئينن في القوارب اللجوء إلى بلدنا. ناقشت الموضوع آنذاك كثيراً وتغلبت على بعض الاعتراضات بالسماح لهم بالنزول على أراضي تيمور الشرقية. فالمرة الأولى كانت في نهاية شهر آب (أغسطس) عام 2001 حين جنح مركب على متنه مئات من اللاجئين ضمن مياهنا الإقليمية وكانوا متجهين إلى استراليا. لكن الأخيرة رفضت استقبالهم. لكني وقفت معهم واستشرت زملائي "شانانا غوسماو Xanana Gusmao" و ماري ألكاتيري والقس بِلو Belo واتفقنا جميعاً على أن تستقبل بلادنا هؤلاء اللاجئين لمرحلة مؤقتة. فبلدنا الفقير بدى أكثر شفقة من أستراليا الغنية، إذ كان هناك غضبا عارما من موقف استراليا عندما رضخت وسماحت لهم بالنزول في جزيرة قبالة الساحل الأسترالي. وهكذا لم يدخل اللاجئون أراضي بلدنا الفقير.
وفي عام 2002، واجهت تيمور الشرقية الحديثة العهد بالاستقلال أول اختبار في كيفية إدارة أزمة انسانية للاجئين. فقد اقترب إلى شواطئنا قارب يحمل لاجئين من سريلانكا معظمهم من السنهال للحصول على الماء ليتمكنوا من متابعة رحلتهم الطويلة والخطرة إلى نيوزيلاندا. فاعترض وزراء رئيسيون في الحكومة على السماح للاجئين بالنزول إلى أراضينا. لكن في النهاية انتصرت وناصر رأيي رئيس الوزراء في مشادتي مع وزراء آخرين في النقاش الذي كان جارياً لاتخاذ القرار. فتبين أن على القارب لاجئين إقتصاديين وليسوا سياسيين. فنزلوا إلى اليابسة وأجريت معهم مقابلات ثم أخبرونا كيف خدعهم المهربون عديمو الضمير وأخذوا منهم مبلغ 2،000 دولار للإبحار بهم إلى نيوزيلندا. وقد بقوا في بلادنا لمدة شهر حيث تلقوا معاملة جيدة في حين قمنا بالاتصالات الازمة مع حكومة سريلانكا لعودتهم إلى بلادهم، فعادوا جميعا.
وعندما كنت رئيساً للبلاد اتحذت قراراً باستقبال كل اللاجئين بالرغم من كون بلدنا فقير.
والآن في حال اللاجئين الروهينغيا المضطهدين، يبدو وضعنا الاقتصادي أحسن من الماضي وبإمكاننا أن نساعدهم بطريقة مريحة، لذلك أنا مستاء جداً وأنا خارج البلاد والسلطة أن أرى أن حكومتي لا تسمح لهم بالنزول إلى أراضينا، لذلك اناشد صانعي القرار ببلدي باستقبال الروهنغيا.
ترجمة / سعيد كريديه