[caption align="alignleft" width="300"]مجموعة من 3 اشخاص: طفلان وامرأة يهربون من ملجأ للروهينغيا في شمال جزيرة "فوكت" خوفاً من الإغتصاب[/caption]
هرب اليوم 18 أمرأة وطفل من ملجأ شمال جزيرة فوكيت، وهذا دليل واضح ان سياسة تايلاند في "الانتظار والتقرب" بشأن اللاجئين الرهينغيا بدأت تتهاوى. ومن بين الذي فروا امرأة وطفلين ادعوا تعرضهم لعملية اتجار البشر والاغتصاب بعد فشل محاولة سابقة لهم بالهرب.
إلتجأ إلى هذا المكان في شهر كانون الثاني (يناير) 72 شخصا، لم يبق منهم الان الا 26 مع العلم ان كل النساء والأطفال في ملجأ آخر في فوكت قد هربوا منه منذ أسبوع.
فبينما للنساء والأطفال حرية الهرب يعاني الرجال الروهنغيا الذين وقعوا في الاسر من حالات قاسية أسوأ من تلك الموجودة في سجون تايلاند، حيث تم معالجة 4 شبان يوم أمس في مستشفى فوكيت كما أفيد عن وفاة 7 رجال بسبب الاوضاع السيئة للاعتقال في مركز للمهجرين في بلدة "ساداو".
فاليأس والقنوط يجبران النساء والاطفال الروهنغيا على الهرب من ملاجئ تايلاند. والبعض منهم ضُلل من قبل مهربي البشر الذين تسللوا الى داخل الملاجئ وتظاهروا انهم مترجمون او صناع خير. فالمهربون يجيدون اللغة البنغالية بينما العاملين في الملجأ يجهلونها، كما يقوم المهربون ايضا بالاحتيال على هؤلاء العاملين باستعمال طرق مخادعة وماكرة. وفي بعض الاحيان تمكن بعض المهربين من الوصول الى الملاجئ برفقة الشرطة المحلية او زعماء مسلمين محليين.
اتصل العاملون بالملجأ اليوم بالشرطة لابلاغها عن الهرب لكن لم يرد احد على المكالمة الهاتفية. فهناك عنصر واحد على الاقل من الشرطة طرد من عمله بسبب مساعدة المهربين.
فلا يمكن الهرب من الملجأ من دون مساعدة المهربين الذين يطلبون 60,000 بات على الشخص لمساعدته في عبور الحدود إلى ماليزيا. وقالت بعض النسوة الرهنغيات الاتي ضللن من قبل المهربين أن فريق عمل وكالة انباء Phuketwan هم "مهربون."
قال "نت كانبون Net Kanboon" مدير مركز المهجرين في "فانع نغا Phang Nga" :"هرب 11 رهنغي الاسبوع الماضي، فهم يريدون انهاء رحلتهم وترك تايلاند."
ويقول العاملون في الملجأ ان من بين الهاربين أمرأة حامل في شهرها التاسع، واضاف أحدهم أن هدف العاملين هو الاهتمام بالنساء والاطفال ، فهذا ملجأ وليس سجن.
وقد وُجهت اتهامات للشرطة البحرية التايلاندية بالضلوع في عملية تهريب الروهنغيا الذي يتجهون إلى ماليزيا. ومنذ هروب النساء والاطفال الروهنغيا في كانون الثاني (يناير) من بورما بسبب التطهير العرقي هناك، تنفذ تايلاند غارات سرية على معسكرات التهريب المنتشرة على الحدود "لانقاذ" المئات واعتقال قوارب الروهنغيا في البحر.
وهناك حوالي 2000 روهنغي وُضعوا في مراكز للمهجرين مع اعطائهم فترة 6 أشهر لتحديد وضع ومستقبل الروهنغيا الواقعين في الاسر. وهذا الموعد ينتهي يوم الجمعة.
وتقيم تايلاند مثل باقي دول "أسيان (اتحاد دول جنوب شرق آسيا)" علاقات إقتصادية متينة مع بورما الغنية بمصادرها، وهي ترفض ان تضغط عليها لانهاء حملات التطهير العرقي ولاعطاء الجنسية للروهنغيا.
ومع إزدياد عدد الروهنغيا الفارين عبر البحر ليصل إلى 30000 بالعام منذ حزيران (يونيو) 2012، هناك إحتمال في ارتفاع هذا العدد خلال "فصل الابحار" الآمن والذي يبدأ في شهر تشرين الاول (أوكتوبر).
وبالرغم من وجود فرق بين المهربين العاديين ومهربي البشر كما هو الحال مع الروهنغيا، فإن كلمة "مهرب بشر" تتناسب أكثر مع الهاربين بالقوارب في تايلاند.
ترجمة/ سعيد كريديه