[caption align="alignleft" width="300"]تآمر النظام البورمي في استئناف قبل المسلمين على يد الرهبان[/caption]
ترجمة: سعيد كريديه
بعد 5 عقود تنازل أخيراً الحكم العسكري رغماً عنه تحت تأثير الضغوطات الدولية. وفي عام 2008 أجرى دكتاتور الزمرة العسكرية السيئ السمعة "ثان شو Than Shwe" استفتاءً في البلاد كي يحكمها مع مجموعة من الضباط أصحاب النزعة الهتلرية ويؤسس نظام عسكري ولكن بغلاف شبه مدني. ولتنفيذ الدعاية المخطط لها مسبقاً بشكل دائم ضد المسلمين بشكل عام والروهنيغيا بشكل خاص (والذين كانوا غير راغبين في تأجيل التحول من الحكم العسكري إلى الحكم الديمقراطي)، دعم هؤلاء العسكر الرئيس "ثين سين Thein Sein" مما أدى إلى إثارة أعمال شغب مع بعض البوذيين القوميين المتطرفين بالإضافة إلى الرهبان البوذيين المتشددين ومجموعة من الشباب البوذيين العنصريين. عندها، فوّض رئيس الإرهابيين الراخين بجميع المهام الضرورية للتآمر مع حزب تطور القوميات الراخينية الحالي Rakhine Nationalities Development Party (RNDP) ليس فقط للقيام بمجازر بحق الروهنغيا ولكن لتجريدهم من حقوقهم، وذلك خلال المرحلة الديمقراطية. فهجوم العصابات المتعمد المؤلفة من حوالي 300 بوذي من الراخين على حجاج مسلمين في بلدة "تانغوب Taungup" أدى إلى استنفار كل الراخين في غرب بورما ثم تغلغل إلى كل المناطق الاسلامية.
فمن المؤسف كيف أدى ذلك إلى قتل عشرات الآلاف من المسلمين الأبرياء وحجز العديد منهم في معسكرات الإعتقال واعتبارهم لاجئين يلاقون معاملة سيئة لا تلقاها حتى الحيوانات. فالإمبرالية البورمية تنفذ دعاية ضد المسلمين حتى قبل الغزو الأخير للملك البورمي "مونغ وي maung Wei" لغرب بورما، تلك المنطقة التي كانت تُعرف باسم أراكان عام 1784 ثم تغير اسمها لأسباب سياسية عام 1974 ليصبح "ولاية راخين". وعلاوة على ذلك، كانت المعايير المزدوجة للإمبرالية البورمية تجاه المسلمين تتحرك في زخم كبير خلال فترة ما يُسمى بالديمقراطية في بورما عام 2012. وأكثر أذى تعرض له الروهينغيا من على مدار التاريخ (سواء صدر من الارهابيين الذين كانوا في الحكم والذين كانوا من الشعب) هو ظهور نظام حكم الرئيس "ثين سين Thein Sein" الذي يدعي الديمقراطية. فقد تعددت الكوارث التي حلت على شعب الروهنغيا ومجموعات إسلامية أخرى في بورما عام 2012 (مجازر – ذبح – نهب منازل وأماكن عبادة – تهديد بالتهجير – إهانة النساء على مرآى محارمهن وأقاربهن) على يد قوات الأمن البورمية والإرهابيين الراخين المحليين. فهل هذا عمل انساني يقوم به الاصلاحي البورمي-القاتل "ثين سين Thein Sein" بحق المسلمين؟ فبالرغم من انه لا يوجد أي اتهام للمسلمين على انهم أجبروا أتباع المعتقدات الأخرى لإعتناق الاسلام، فان الراهب المتطرف "ويرتو Wirthu" (الذي شاع صيته في العالم انه وجه الارهاب البوذي في بورما) عمد إلى تشويه الاسلام ومحاربته منذ عام 2001 وحُكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما طبقاً للأحكام العرفية. ومنذ عام 2012 وبدلا من ان تمنع الحكومة وقوع حوادث ضد المسلمين قامت بإثارة المشاكل ضدهم وتمكين القوميين البوذيين من مهاجمتهم. وبالواقع، نفذ الارهابيون الراخين هذه الحوادث بأوامر من الحكومة المركزية. يقود الراهب "ويرتو Wirthu" حركة 969 السيئة السمعة والمعادية للإسلام وهو يحاول فصل البوذيين عن المسلمين وانشاء حواجز بينهم بما في ذلك وقف الاتصال بين الطرفين. أما الرئيس "ثين سين Thein Sein" فقد قدم تعهدات شفهية خلال رحلته العالمية بوقف العنف ضد المسلمين، الا أنه نفذ عكس وعوده. ومنذ العام الماضي وحتى اليوم لم يعرف نظام الحكم من وراء عشرات المجازر ضد المسلمين، ولم يتعرف إلى هوية الإرهابيين البوذيين الراخين، فيما يُتهم المسلمون بتهم باطلة وإدعاءات غير صحيحة، وفي المقابل يعاقب كل من يُساند أو يُدافع عن الروهنيغيا بالسجن مدى الحياة. لذلك يعول المسلمون على الؤيدين خارج البلاد. والمفارقة في تنبؤ الراهب "ويرتو Wirthu" هي حين صرح لوكالة "اسوشيتد برس" من دير في ماندلاي انه لا يمكن ان يكون الذي وضع متفجرة مكان إلقاءة العظة من المسلمين العاديين، بل من المسلمين المتطرفين. وهذا كلام هزلي يصدر من فم شيطان يلبس لباس ملائكة. فان وقوع هذا الانفجار في حفل بوذي هو مجرد لتوطيد الرهبان الإرهابيين ليتحركوا عمدا وينشروا الشغب في الأحياء الاسلامية ولمسح اللطخة التي أصابت البوذية البورمية البوذية ووجه الإرهاب الذي أشار إلى معلمه الرئيسية الإسلاموفوبيا "ويرتو Wirthu" وكل ذكل امام عيون شعوب العالم.