[caption align="alignleft" width="300"]الإساءة إلى الروهنيغيا المسلمين هو مؤشر خطر يذكر بأحداث رواندا[/caption]
ترجمة: سعيد كريديه
أعطت الإصلاحات السسياسية والسريعة التي أجرتها حكومة ميانمار سمعة طيبة عن هذا البلد لأنها حولته من دولة منبوذة دولياً إلى أرض خصبه للإستثمارات الاجنبية. لكن الأحداث تشير إلى أن الخطوات الإيجابية للإصلاحات (والتغطية الإعلامية لها) تخفي خلفها إنتهاكات واسعة لحقوق الانسان.
ففي عام 2009 بدأت إدارة الرئيس أوباما بسياسية الإرتباط مع ميانمار مما أدى إلى سلسلة من النجاحات الدبلوماسية. ومنذ أن تركت الزمرة العسكرية الحكم جرت انتخابات في البلاد لأول مرة منذ 20 سنة، كما تم إطلاق عدد من المعتقلين السياسيين بما فيهم "اونغ سان سو كي" الحائزة على جائزة نوبل. وقد رحبت الولايات المتحدة بهذه الخطوات وقامت على أثرها بتخفيف العقوبات الإقتصادية بشكل منهجي وبزيادة الاتصالات الدبلوماسية. وفي أواخر عام 2011 زارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون ميانمار لتكون أول مسؤول أميركي يزور ميانمار منذ أكثر من 50 عامًا. وقد تبعت جولة كلنتون زيارة لم يسبق لها مثيل للرئيس باراك أوباما جعلت منه أول رئيس أميركي يدخل خلال فترة ولايته إلى الدولة الجنوب شرق آسيوية والتي كانت معزولة بالسابق.
سهّل تدخل الولايات المتحدة لجهات أخرى لإقامة علاقات تجارية مع ميانمار. وبناءً عليه أصبح رئيس ميانمار " تين سين" (وهو حاكم عسكري سابق بدّل لباسه العسكري ببدلة زعيم مدني) يهرول في العالم لجلب الاستثمارات الأجنبية إلى بلاده التي عانت من العزلة. أما أوباما فقد ضغط من جهته من أجل علاقات اقتصادية أكبر مع ميانمار مشيراً إلى أن الإصلاحات التي نفذت تؤمن فرص عظيمة للتنمية، كما حث هذه الدولة على الاستمرار برحلتها المميزة في الإصلاح.
لكن هذه "الرحلة المميزة" قد أضرت بالماضي. فعلى سبيل المثال أطلق رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير على رئيس رواند "بول كاغام" لقب "الزعيم الرؤيوي". كما كان هذا الرئيس الإفريقي بنظر الرئيس السابق بل كلنتون "أحد القادة العظماء في هذا العصر." ويعتبر "كاغام" مسئولا عن قيادة رواندا منذ انتهاء حرب الإبادة الجماعية التي جرت على أراضيها والذي حول البلاد إلى نموذج جيد للاستثمار الاقتصادي في شرق إفريقيا بالرغم من المصاعب الجغرافية الكبيرة. ومع ذلك فإن "كاغام" هو معارض غير متسامح وأشرف خلال حكمه على تدمير المناخ السياسي للبلاد وانتهج سياسه التدخل في شؤون الدول المجاروة. وبالرغم من ذلك تم التغاضي عن هذه السلبيات بسبب نجاحة الإقتصادي.
يعيد التاريخ نفسه في ميانمار، فكان يصرح الرئيس " تين سن" خلال جولاته العالمية أن بلاده مفتوحة للاستثمار بالوقت الذي تكون فيه حكومته منغمسة في اضطهاد الروهنغيا المسلمين لدرجة اقتراف المجازر بالإضافة إلى حرمانهم من الحقوق المدنية والمواطنة وفرض قيود على إنجابهم للأطفال من دون فرض ذلك على البوذيين. كل ذلك والمجتمع الدولي صامت عما يجري. لذلك يجب على هذا المجتمع أن لا يغفل أنه مازال هناك الكثير مما يجب أن يراه ويسمع عنه في ميانمار بالرغم مما أنجزته حكومة هذا البلد.