[caption align="alignleft" width="300"]خيارات قليلة لليائسين الروهنجيا[/caption]
ترجمة: سعيد كريديه
في الوقت الذي أغلقت فيه أستراليا أبوابها أمام قوارب الوافدين اليائسين، يعتقد رئيس منظمة العفو الدولية نيوزيلندا "غرانت بايلدون" أنه حان الوقت لنيوزيلندا لزيادة عدد اللاجئين الذي تستقبلهم.
فعلى مدار العصور حولت ميانمار شعب الروهنغيا إلى جسم يهاجم جهازه المناعي نفسه. فهذا الشعب محروم من المواطنة في بلده وهو عرضة لعدة انتهاكات كونه أقلية اسلامية بما في ذلك قيود على حرية النتقل و الملكية والزواج وانجاب الأولاد و العمل و ممارسة الشعائر الدينية.
ومنذ العام الماضي اندلعت اعمال عنف بين البوذيين والمسلمين أدت إلى فرار الكثير من الروهنغيا حفاظاً على أرواحهم. وقد إختار الكثيرون منهم الفرار إلى استراليا بالرغم من الصعاب على الطريق. لكن استراليا أعلنت أنها سترفض أي إعادة توطين طالبي اللجوء الذين يصلون بالقوارب إلى أراضيها، وبالمقابل ستيرحلهم إلى بابوا غينيا الجديدة حيث يواجه الناس هناك ايضاَ مشاكل في حقوق الإنسان.
مقابل هذا الواقع تبدو نيوزلاندا اختياراَ مقبولا لكثير من اللاجئين لانها بلد لا يواجه فيها اللاجئون خطر الموت أو الاضطهاد خصوصا لأبناء العرقيات المضطهدة مثل الرهنغيا حيث يمكن أن يعيشوا برخاء ويأسسوا عمل بحرية ويتعلم أولادهم الانكليزية بسرعة. هذا الإفتراض صحيح، لكن ما هو محزن أن حصة نيوزيلاندا من برنامج الأمم المتحدة للاجئين هي صغيرة جداً حسب المعايير الدولية. فكل عام تستقبل نيوزيلاندا 750 شخص من من برنامج الأمم المتحدة للاجئين بالإضافة إلى 150 شخص من طالبي اللجوء الذين يريدون الحماية عند وصولهم. فبينما أعربت الحكومة النيوزيلانديه عن ترحيبها بتوسيع مركز التوطين أعلنت في نفس الوقت أنها لن تزيد حصتها في استقبال اللاجئين. فأستراليا تستقبل كل عام 20000 لاجئ و تسعى لزيادة العدد إلى 27000 وهذا بالفعل خمسة أضعاف نصيب الفرد كما في نيوزيلندا. كما أن حصة الأسترالية صغيرة بالمقارنة مع مئات الآلاف الذين يواصلون الفرار إلى البلدان المجاورة لسوريا، أو 2 مليون لاجئ أفغاني في إيران وباكستان.
لذلك عندما نفكر في جهد نيوزيلاندا الصغير على المسرح الدولي، تبدو الدعوات الأخيرة لمضاعفة حصتها من اللاجئين متواضعة على أقل تقدير.
فعلى نيوزيلندا أن تشارك في التزام حقيقي في المشاركة في حل إقليمي ويكون جزء منه هو زيادة حصتها في عدد اللاجئين وزيادة الموارد التي تتماشى مع ذلك. وإذا من وقت لهذا أن يحدث، فهو الآن. فعدد الأشخاص الذين فروا من ديارهم في جميع أنحاء العالم نتيجة للصراع والاضطهاد، وفقا للأمم المتحدة، وهو أعلى مستوى منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.