[caption align="alignleft" width="300"]الروهنغيا المضطهدون في ميانمار[/caption]
ترجمة سعيد كريديه
طرأ تحسن مطرد على العلاقة بين البيت الأبيض وحكومة ميانمار . وقد زار الرئيس أوباما ميانمار في تشرين الثاني (نوفمبر) وأتى الرئيس ثين سين إلى الولايات المتحدة في أيار (مايو). وفي العام الماضي خففت الإدارة الحظر المفروض على الأميركيين الذين يقومون بأعمال تجارية في ميانمار، وهذا الأسبوع ألغت معظم ما تبقى من العقوبات على التجارة (على الرغم من أنها سوف تستمر في حظر استيراد الياقوت و معدن الجاديت.)
هذه هي مكافآت ميانمار لشروعها في عملية الليبرالية والديمقراطية و الابتعاد عن الحكم العسكري المطلق، وأجرت الحكومة انتخابات ذات مصداقية وأطلقت العديد من السجناء السياسيين. ومن جهة ثانية دخلت أونغ سان سو كيي (وهي الناشطة الديمقراطية التي قضت 15 عاما تحت الإقامة الجبرية) وعضو البرلمان منذ أكثر من عام.
ورغم ذلك فإن الحياة تزداد سوءا بالنسبة للمسلمين الروهنغيا في ميانمار والذي يقدر عددهم بحوالي مليون. والروهينغا هم أقلية عرقية ويُعتبرون غرباء في نظر الحكومة والكثير من السكان البوذيين الذين يشكلون أغلبية في البلاد. و بسبب العنف والغوغاء نزح الآلاف من الروهنغيا عن منازلهم في ولاية راخين وأُبعدوا فيما بعد إلى مخيمات للنازحين.
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن الروهينغا هم من بين أكثر الفئات المضطهدة في العالم.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قال سين انه سيسمح للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بإنشاء مكتب في البلاد للمشاركة في رصد محنة الروهينغا. ولكن المدافعين عن حقوق الإنسان يقولون إن الحكومة قد جر قدميه ولم يتم إنشاء المكتب بعد بالرغم من السماح لمحقق مستقل للأمم المتحدة أو مقرر خاص من القيام مؤخرا بعدة جولات داخل ميانمار.
إنه من المناسب بالنسبة للولايات المتحدة تكريم ومكافأة الإنجازات التي حققتها ميانمار، ولكن يجب أن لا تغض الطرف عن المشاكل المستمرة في البلاد بما في ذلك التوتر الديني والعرقي. وينبغي للولايات المتحدة أن تمارس ما لديها من نفوذ لمساعدة الأمم المتحدة في فتح مكتب لحقوق الإنسان، ويجب ان تدفع سلطات ميانمار بقوة للتخلي عن السياسات القمعية ضد الروهينغا، مثل الحد من تحديد عدد أطفال الأسر باثنين فقط.
لدور الولايات المتحدة أهمية خاصة لأنه لا يزال هناك عدد قليل جدا من أصوات الاحتجاجات القوية في داخل البلاد. وقد تحدثت فقط "سو كي" بفتور ضد السياسات القمعية تجاه الروهينغا لكن العديد في بلادها لم يرق لهم تدخلها في هذه القضية، إذ تنتشر النزعة القومية المناهضة للمسلمين بشكل مقلق في ميانمار، وهذا يحتاج إلى ضغط من الولايات المتحدة و دول الأخرى بالإضافة إلى الأمم المتحدة لتبديد هذا الوضع.