[caption align="alignleft" width="300"]الروهينجا.. نسياً منسياً! أ.د. سالم بن أحمد سحاب[/caption]
الروهينجا.. نسياً منسياً!عرقية الروهينجا أو مسلمو أراكان باتوا للأسف الشديد نسياً منسياً! ولولا حماس بعض ناشطيهم لإبقاء جذوة قضيتهم حية عبر كل وسيلة إعلامية متاحة لغاب صوتهم إلى الأبد، ومما يحمد لهؤلاء الناشطين جمع وتوثيق الأخبار الحسنة والسيئة عن الوضع في مدنهم وقراهم، وعن آمالهم وآلامهم، وعن يومهم ومستقبلهم، وكل ذلك بجهد كبير وإخراج عالي الجودة ومتابعة يومية تقريباً.
ومما يؤلم القلب ويحز في النفس أن معظم الذي يصل هو داخل في باب المعاناة المستمرة والمتواصلة، ولا حل في الأفق، ولا يد تمتد بالمواساة والعزاء فضلاً عن الدعم والمساعدة. وهاكم عينة مما يُنشر إليكترونياً من عناوين:
•طلاب في مدرسة ثانوية في أراكان يعثرون على جثة امرأة روهينجية مدفونة بين الشجيرات، والتي ظهرت للعيان بعد هطول أمطار غزيرة. وجاء في الخبر أن من الشائع اليوم قيام عناصر في الجيش والشرطة النظاميين (البوذيي الديانة) باختطاف البنات الروهينجيات ثم اغتصابهن جماعياً. وحتى اليوم لا تزال كثير من الأسر المسلمة هناك تنتظر أخباراً عن بناتهن المفقودات.
•مجموعة مسلحة مجهولة ترتكب النهب والسرقة في قرية بشمال أراكان اسمها منغدو.
•قوات أمنية بورمية (بوذية) تداهم منازل المسلمين الروهينجا في منغذو.
•ولزيادة الملح على الجرح يقول خبر آخر: (شرطة بنجلادش تصادر مواد غذائية مخصصة للاجئين الروهنجيين).
لقد ابتلي أخوتنا في أراكان ابتلاء عظيماً وزلزلوا زلزالا شديداً وصبروا صبراً طويلا زاد عن 40 سنة، وكان الملك فيصل يرحمه الله ممن وقف مع قضيتهم بكل ثقل المملكة وبكل ما تتمتع به من ريادة ومكانة، حتى إنه سمح للكثير منهم بالهجرة إلى المملكة هرباً بدينهم وأرواحهم وأعراضهم، وتُوجت جهود المملكة مؤخراً بتنظيم إقامة عشرات الآلاف منهم في المملكة لينعموا بحقوق كثيرة ربما غابت عنهم طويلاً.
لابد اليوم للمسلمين من وقفة صادقة حازمة تردع الطغمة العسكرية الحاكمة عن اضطهاد المسلمين الروهينجا بهذه الفظاعة والقسوة بهدف تشريدهم من بلادهم وطردهم من بيوتهم وحقولهم ومزارعهم بدعوى أنهم أناس طارئون على بورما أو مينمار كما يسميها الغرب اليوم.
لا يكفي ذرف الدمع أو إلقاء الخطب.