[caption align="alignleft" width="300"]انتقاد لرمز بورما في مجال حقوق الإنسان "أونغ سان سو كي" بسبب موقفها من العنف ضد المسلمين[/caption]
انتقاد لرمز بورما في مجال حقوق الإنسان "أونغ سان سو كي" بسبب موقفها من العنف ضد المسلمين
بقلم: جوزف جز شاتز ( واشنطن بوست )
ترجمة: سعيد كريديه
عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان ، تظهر أسماء لها أوزان مثل "أونغ سان سو كي".
لأكثر من عقدين من مواجهة الطغمة العسكرية السابقة في بورما ، حصلت زعيمة المعارضة على الاحترام في وطنها و الإعجاب في جميع أنحاء العالم - ناهيك عن جائزة نوبل للسلام عام 1991م.
وقد ساعد إطلاق سراحها من الإقامة الجبرية لسنوات منذ عام 2010م وانتخابها للبرلمان في بورما في العام الماضي في إقناع الدول الغربية بتخفيف العقوبات على الحكومة الحالية المدنية .
إلى ذلك، يرى بعض المعجبين بسوكي في الغرب ، والأقليات العرقية والدينية هنا في بورما ، أن الأشهر القليلة الماضية تبعث على القلق وهذا لأن " السيدة "، كما هي معروفة، قاومت دعوات لممارسة سلطتها الأخلاقية بالنيابة عن الروهنجيا ، وهم أقلية إسلامية تواجه التمييز الذي ترعاه الدولة وعانت هجمات من قبل البوذيين المتطرفين في غرب بورما.
ومع ذلك، لا تقدم سو كي أي تبرير عن كونها أقل من أن تكون رمزا لحقوق الإنسان وأشبه بسياسي يلعب لصالح الغالبية البوذية في البلاد.
قالت سو كي في مؤتمر صحفي في 6 كانون الأول ديسمبر في رانغون: "من فضلك لا تنسى أنني بدأت كزعيم لحزب سياسي و لا أستطيع أن أفكر في أي شيء سياسي أكثر من ذلك، أما كوني رمزا فهو أمر فرض علي من قبل أشخاص آخرين."
وضع سوكي حساس بشكل خاص لأنها حاولت إقناع العسكر الذين مازالوا أقوياء في البلاد لتغيير الدستور قبل الانتخابات الوطنية عام 2015م ، ولإزالة حكم فرض عليها يمنعها من أن تصبح رئيسة للبلاد .
سو كي البالغة 68 عاما - ابنة بطل الاستقلال البورمي من أونغ سان ، الذي قتل في عام 1947م و ما زال أكثر شخصية عامة تحظى بشعبية في البلاد.
لكن النقاد يقولون إن سو كي تنتمي إلى البوذية في البلاد، وإلى النخبة البورمية، فهي تليّن دعمها الطويل الأمد لحقوق الإنسان لاسترضاء الجيش و حماية نفسها من السياسيين في الحزب الحاكم الذين ربما قد لعبوا الورقة العرقية ضدها.
الشكاوى قوية ضدها خاصة فيما يتعلق بالمسلمين في بورما والأقليات العرقية الأخرى، مثل سكان ولاية كاشين المسيحيين.
"سوكي تلحق الأغلبية لأنها تريد أن تكون رئيسا "، هكذا ما قاله خين مونغ مينت ، وهو ناشط من الروهينغا الذين لاحظ بحزن أنه دعمها عندما ارتفعت إلى مكانة مرموقة في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 1988م.
لقد احتفي بسو كي بانتظام في العواصم الأجنبية ، لكن ذلك بعث القلق عند بعض المعجبين بها على الصعيد العالمي.
قال مدير في واشنطن ورئيس السياسات في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان هانز هوغرف إن مجموعته تريد من جميع القادة في بورما - وليس فقط سو كي - التحدث عن الروهينغا .
ولكن هوغرف قال إن تصرفات سو كي تحمل وزناً لا يمكن إنكاره. وقال عبر الهاتف من واشنطن " إذا لم تتكلم بها، فهذا أمر يرسل أيضا إشارة."
وقد عاش العديد من الروهينغا في بورما - المعروفة أيضا بميانمار - لأجيال ، و لا تزال أصولهم الوطنية موضوعا لخلاف مرير.
وترى الحكومة أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش المجاورة. وقد لاقى المئات حتفهم العام الماضي في أعمال شغب جعلت أيضاً عشرات الآلاف من الروهينغا يفرون إلى مخيمات قذرة .
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في تشرين الأول أكتوبر ، رفضت سو كي اتهامات تقول إن وضع الروهينغا يرقى إلى " التطهير العرقي ".
وقالت إن كلا من البوذيين والمسلمين لديهم مخاوف حول بعضها البعض، مشيرا إلى أن هناك " إدراك أن القوة الإسلامية العالمية كبيرة جدا."
وعلى الرغم من أن المسلمين تحملوا العبء الأكبر من موجة العنف الأخيرة ، ساوت سو كي المعاناة في المجموعتين و قالت إن العديد من البوذيين البورميين الذين فروا من الحكم العسكري لا يزالون أيضا يعيشون كلاجئين في بلدان مختلفة وتقطعت بهم السبل.
على الرغم من أن المسلمين الآخرين في بورما يواجهون التمييز أيضاً، إلا أنه يُنظر بازدراء إلى الروهينغا خاصة من قبل العديد في البلاد.
وقد قال المتحدث باسم الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية "نيان وين" وهو حزب سو كي : "لديها (أي سو كي) مجال صغير للمناورة".
وأضاف "أنا أفهم أن تضغط الدول الغربية من أجل الروهينغا ". ومع ذلك قال: "وفقا لتاريخنا والقانون لدينا، لا يمكننا قبول الروهينغا." أدلى نيان وين بهذه التصريحات في المقر الصغير للحزب في رانغون ، الذين تلصق على جدرانه صور لسو كي – وهذا مثال عن التصاقها بهذا الحزب الذي ساعدت في تأسيسه منذ 25 عاما.
بعض المحللين يحذرون من أن سو كي تواجه وضعاً سياسياً بغاية التعقيد في بلد خرج من عقودٍ من العزلة، و أنها ستسعى بلا شك إلى معالجة الانقسامات السياسية والعرقية و الدينية في بورما عندما تصبح رئيسة للبلاد ، كما يقال، فقط في حال حصلت على فرصة لذلك .
قال السفير الفرنسي في بورما تييري ماتو :"لا بد أن يكون لها نهج متوازن فعليها القيام بمصالحة وطنية. فعندما نمارس السياسة من المستحيل إرضاء الجميع " .
وضع سو كي صعب خاصة عندما يتعلق الأمر بتولي الرئاسة، وقالت حرفيا إنها لا يمكن الفوز بها.
قلب الجيش فوز حزبها في عام 1990م، ووضعت هي تحت الإقامة الجبرية ثم وضع دستور جديد في عام 2008 م يمنع المتزوجين من أجانب أو يحملون جوازات سفر أجنبية من أن يتولوا رئاسة البلاد ويبدو هذا استهداف لسو كي ، لأن زوجها بريطاني وأولادها يحملون جوازات سفر بريطانية .
بالإضافة إلى إلغاء هذا الحكم، يريد حزبها خفض حصة الجيش الذي يحتل 25 في المئة من البرلمان ويضمن ذلك الدستور للجيش .
وقد أوضحت سوكي أنها تحترم الجيش وتعتبره جزءا أساسيا من مستقبل البلاد – وهذا تصريح يرى الكثيرون فيه أنها محاولة لطمأنة الجنرالات السابقين بأنهم لن يتم تقديمهم للمحاكمة ، ولن يفقدوا أموالهم، في بورما كاملة الديمقراطية .
ولكن مثل هذه التعليقات هي خيبة أمل للنشطاء وأفراد الأقليات العرقية مثل خون جا ، 43 عاما، من ولاية كاتشين ، حيث الثوار من العرقية المسيحية إلى حد كبير وهم في نزاع مع الجيش.
حاولت خون جا (وهي عضو في شبكة السلام لكاشين) الاتصال بسوكي لمعالجة مشكلة اغتصاب النساء النازحات بسبب العرقية في ولاية كاتشين .
وفي مؤتمر صحفي مؤخرا ، التفت سوكي حول قضية العنف الجنسي في مناطق النزاع ، قائلة إن الميليشيات العرقية هي أيضا متواطئة .
وقالت خون جا إن سو كي كانت " صوت الناس الذين كانوا يعانون في ميانمار. " لكنها وغيرها من شباب كاشين غضبوا منها وتابعت :"من وجهة نظري ، سوكي هي السياسي الذي يكذب " مضيفة أن سوكي هي الآن معزولة عن قادة المجتمع المدني ، وهذه شكوى شائعة .
وتابعت خون جا أنه لا أحد يحظى باحترام واهتمام مثل سو كي في الديمقراطية الوليدة في بورما ، و البديل الرئيسي في الانتخابات الوطنية هو الحزب الحاكم المرتبط بالعسكر . وقالت خون جا :"إن شعب ميانمار ليس لديه أي خيار عندما يأتي عام 2015 م " .