[caption id="" align="alignleft" width="300"] بورما: "الغابات" تأوي عائلات روهنجية مسلمة والشرطة تطاردهم فيها! بقلم/هاني صلاح[/caption]
وكالة أنباء أراكان ANA : الأمة
بقلم/هاني صلاح
تحرق قراهم ثم تطالبهم بأموال نظير بقائهم في العراء.. هذا هو حال بعض من العائلات الروهنجية المسلمة التي تعيش بقرى إقليم أراكان في غرب ميانمار (بورما سابقاً).
فمع تواصل "مسلسل" حرق قراهم من قبل جماعات بوذية متطرفة؛ ازدادت أعداد العائلات الروهنجية المسلمة التي نزحت إلى الغابات وشواطىء الأنهار مستترة بأشجارها ذات الأغصان الكثيفة.
هذا المسلسل "حرق قرى مسلمي الروهنجيا" تكرر أكثر من مرة خلال الآونة الأخيرة؛ حيث تقوم جماعات بوذية متطرفة بالتسلل لقراهم وإشعال الحرائق فيها، في وقت تتأخر عن نجدتهم سيارات المطافىء الحكومية والتي هى بأيدي السلطات البوذية، وهو الأمر الذي يلحق أكبر الضرر بمساكن الروهنجيا المتواضعة والتي معظمها يتكون من الأعشاب والأخشاب.
إلحاق الضرر والأذى بمسلمي الروهنجيا في إقليم اراكان لا يتوقف عند هذا الحد؛ فلم تكتفي السلطات المحلية البوذية ـ والتي لم تقدم لهم اي مساعدة بعد فقدانهم لبيوتهم ـ بتركهم وشأنهم؛ بل على العكس باتت تطاردهم في أماكنهم الجديدة "في العراء" تطالبهم بأموال نظير تركهم للإقامة فيها أو مهددة بطردهم حال امتنعوا عن ذلك.
هذه المضايقات شبه اليومية من سواء من السلطات المحلية البوذية أو من قبل الجماعات البوذية المتطرفة لا تتم بمحض الصدفة؛ بل هى سياسة ممنهجة تهدف للتضيق على مسلمي الروهنجيا لتحقيق الهدف النهائي لها وهو طردهم من هذه البلاد وإنهاء "التواجد الإسلامي" بها وللأبد.
وتزايدت وطيرة هذه الهجمات في الآونة الأخيرة نظراً لقرب بدء عملية إحصاء سكاني ـ لأول مرة في تاريخ بورما منذ نحو 30 عاماً ـ في نهاية مارس الجاري، ولا تريد الجماعات البوذية إعطاء الفرصة للروهنجيا بالمشاركة فيه حتى تسهل عملية طردهم من البلاد بشكل لا يثير عليهم المجتمع الدولي.
ومن آخر هذه المضايقات، ما ذكرته "وكالة أنباء أراكان"، نقلاً عن شهود عيان، بأن القوات البورمية تضايق أهالي قرية "هاتي فارا"، في ولاية أراكان، والذين احترقت منازلهم قبل عدة أيام ما أدى إلى تشريدهم وانتشارهم في العراء.
وأوضح هذا الشاهد بأن: بعضهم يستظلون بظل الشجر في مناطق الأحراش والغابات، وأن البعض الآخر يقيمون على شواطئ الأنهار داخل أعشاش بدائية .
وأوضح مراسل الوكالة بأن القوات البورمية تتردد عليهم بين فترة وأخرى وتطالبهم بدفع مبالغ مالية كي تسمح لهم بالاستمرار والبقاء، وتهددهم في حال عدم دفعهم بهدم أعشاشهم وطردهم من أماكنهم.
ويشار إلى أن حريقا كبيرا اندلع بقرية "هاتي فارا"، قبل أسبوع نتج عنه احتراق أكثر من 100 منزل روهنجي، فيما أكدت مصادر مطلعة على وجود شبهة جنائية وأياد خفية بوذية وراء إشعال الحريق في ظل استمرار عمليات التطهير العرقي الممنهج ضد الروهنجيا من قبل البوذيين بالتواطؤ مع الحكومة البورمية.
وتعتبر سلطات بورما البوذية العرقية الروهنجية بمثابة أجانب وفدوا من خارج البلاد وتطلق عليهم وصف "البنغال" زاعمة أنهم وفدوا من بنجلاديش المجاورة. هذا في الوقت الذي يؤكد فيه مسلمو الروهنجيا بأنهم أصحاب هذه الأرض "ولاية أراكان" وأنهم عاشوا فيها قبل أن يطأها قدم الملك البوذي قبل عدة قرون ويسيطر عليها.
ويعيش أبناء العرقية الروهنجيا بدون أي هوية رسمية لهم بعد أن نزعت منهم سلطات بورما المواطنة وفق قانون كان قد صدر في عام 1982، وتسعى سلطات بورما لطردهم من البلاد وتمارس في حقهم كافة انتهاكات حقوق الإنسان ولذلك صنفتهم الأمم المتحدة بأنهم "العرقية الأشد اضطهاداً في العالم".