[caption id="" align="alignleft" width="300"] وعلى أمثالكم يعقد الأمل! بقلم /عمران الأركاني[/caption]
وكالة أنباء أراكان ANA : "مجلة صوت الروهنجيا"
أتى على الشعبِ الأركانيّ حينٌ من الدّهر، وهو يعيش فكرة كادت أن تسيطر على عقول كثيرٍ منهم؛ وهي أننا أمّة سلبيّة، مجبولةٌ على تصيّد عثراتِ الكرام، لا نشجّع أحـدًا، ولا نوقرّ كبيرًا، نقتاتُ على صراعاتنا ونألف الخلاف، أمّة جاهلَة متخلّفة، أفرادها يحملون الكثير من الحقد والغلّ، نقدّم مصالحنا على مصالحِ الجماعات..! نعتاد على الضيم، ناهيك عن الرضا به؛ وهل نلام حينها في بغض ذوي الهمم العالية ورواد القمم؟!
لكن ..!
حينما نقتربُ أكثر إلى أنفسنا، نكتشفُ أن الفكرة السابقة مجرّد نظريّة بعيدةٌ عن الواقع..!
قبل سنتين تقريبًا، كنتُ أتهيّأ للظهور في أوّل لقاءٍ تلفازي للحديثِ عن قضيّة أراكان المنسية، حينها استقبلتُ الكثيرمن المكالمات والرسائل التي تنبهّني من الإفشال، وأنّ أبناء شعبنا لا يرحمون! تجرأتُ وظهرتُ وقلتُ ما فتحَ الله عليّ؛ ولأنه أول ظهور فمن المؤكـد أنّي وقعتُ في عشراتِ الأخطاء، وكنتُ أتوقّع أن قنابل تنفجر في وجهي حين أخرج من القناة!
تفاجأتُ تمامًا.. حينَ وجدتُ العكس؛ بدأتُ أستقـبل رسائل الثناء والتشجيع، وأجدُ الحفاوة والتكريم من قبل أبناء مجتمعـنا في كلّ مكان!
أكادُ أجزم أن أمتنا الأركانية أعظمُ الأممِ المليئة بالصفات الإيجابية، فلا تبحثُ عن أمّة فيها من خصالِ الكرم والجود والبذلِ والعطاء كأمتنا، ولن تجدَ عفّــة ونقاءً وطهرًا وحجابًا كنسائنا، ولن تصلَ لمعنى التعاون والوحدة وقابلية العمل المؤسسي كالأركانيين! نحنُ أمّة نحترم قادتنا، ونطيعُ سادتنا، وفينَا من خصالِ الخير ما يجعلنا نكون في مصافّ الأمم المتقدّمة بإذن الله!
نحنُ أمّة التشجيع والتحفيز، أمّة الحثّ على حفظِ القرآن والسنّة، أمّة احترام القيَم والمبادئ!
لدينا من قوّة الروح والعقـــيدَة ما يجعلـــنا أمّة متهيّئة للقيام بوثبات متزنة، وخطى حثيثة .. واتجاهات واعية إصلاحية ودعويّة عالمية، لا تقتصر على إيقاظ الأمّة الأركانية فحسب؛ وإنما علينا مهمّة تتجاوز المسلمين.. يجبُ علينا أن ننهضَ بالبشرية جمعاء!
ونحنُ في هذه المجلّة المباركة، نُحاول جاهدين أن نحيي في نفوسِ أمتّنا قيمة الإرادة بغرس الإيجابيات، لأننا مقبلون على نهضةٍ وتقدّم وحياة، فلا يمكنُ أن نقوم على فضَلات الأفكار، ولا بدّ أن نمنحَ أمّتنا خُلاصة تفكيرنا، ونعطيَها أفضل أوقاتنا..
وسننهض بإذن الله ونكون النموذج الأمثل للأمم المنتظمة التي يضرب بها المثل في الوحدة والتكاتف؛ وعلى أمثالنا يعقد الأمل!
بقلم /عمران الأركاني
نائب رئيس تحرير مجلة صوت الروهنجيا