[caption id="" align="alignleft" width="300"] قذفتهما في اليمِّ بيديّ! بقلم /عبدالمجيد الأركاني[/caption]
وكالة أنباء أراكان ANA : "مجلة صوت الروهنجيا"
قابلت امرأة أثناء زيارتي للاجئين في بنغلادش وعندها طفلين ،
فسألت عن حالتها عندما رأيتها من غير ملجأ، تسكن وتنام في مخيم أحد الأشخاص التابع لمخيمات اللاجئين في (كوكس بازا) .
عندما سألتها عن قصتها أجهشت بالبكاء وقالت : أترى هذين الطفلين ؟!!
خرجت منذ المحرقة الأولى واندلاع الأزمة في أراكان، وكانت نيران البوذيين تحرق قرية تلو قرية وتنتقل من منزل إلى آخر حتى وصلَت إلينا ، فهربت برفقة أطفالي الأربعة بفزع وذعر مع الناس الفارين .. لا نعرف أين نتجّه..
وصلنا إلى أطراف مدينة (منغـدو) في أراكان ، للهجرة إلى بنغلادش باحثين عن مكان يأوينا..
ركبت مع أطفالي الأربعة على متن قارب متهالكٍ متجه إلى بنغلادش يحمل قرابة 100 إلى 150 شخصًا مع بقايا أرواحهم المنهَكة..
تفاجأنا بمنع حرس الحدود البنغلاديشية من دخولنا.. وإجبارنا على الرجوع حيث هربنا منه!
لم نتمكن من الرجوع إلى أراكان.. بسبب الخوف من البطش البوذي ومشاهد التعذيب والذبح.. فبقينا ثلاثة أيام وسط البحر وما وفرناه من الطعام والشراب قد انتهى.. هنا بدأت الكارثة !
ماكينة الموت أخذت تحصـد أرواحنا من الجوع والخوف والذعر .. وحينها وجدت أطفالي الصغار أصابهم الهم والحزن.. وكل يوم نتردد لمحاولة دخول بنغلادش ، وفي خلال ثلاثة أيام توفي اثنان من أطفالي بسبب الجوع والصـراخ والبكاء!
والله العظيم.. رميتهما في البحر بيدي فلذاتُ أكبادي.. رميتهما وليت الله قبض روحي قبلهما.. رميتهما وليتني لم أكن شيئًا مذكورًا..!
وصلت بطفلين على حـدود بنغلادش كـما ترونهما -بعد معاناة لا يمكن للإنسان تخيّلها- وبمساندة مالية من الإخوان وبعض الناس تمكنا من دخول بنغلادش ، وهكذا حالنا كما رأيتم!
هنا انتهَت قصتها.. وتمنّيت وأنا أستمع لأنّاتها التي لا تكاد أن تنقطع.. أني لم أعش لهذا اليوم الذي أشاهد فيه أّما ترمي أطفالها بنفسها، ولا تجد قبرًا يأوي أجداثهم البريئة!
بقلم /عبدالمجيد الأركاني
مسؤول المسار الإغاثي بالمركز الروهنجي العالمي.