وكالة أنباء أراكان ANA: خاص
بقلم : أمينة العثماني
أرواح الشهداء زُفت إلى السماء , لم يأخذوا من الدنيا سوى آثار المعترك تحتضن تجاعيدهم الشائخة من قحط العيش , لتشهد واقِعة الخيانة , و تقِرَ بحادثة الغدر , و تعترف بسر المكر , لم يتركوا خلفهم إلا بقعةً حمراء و صدى حشرجة أنفاسهم و عبق الإسلام !
غادروا الحياة فجأة إلى أخرى انتقال مغتربٍ إلى أمهِ بعدما لاعهُ البُعد , وأضناهُ الشتات , و ألم به وهن الوحدة .
زفافٌ جماعي و العروسُ واحدة ! كانوا قد تسابقوا إليها حتى غابوا ، ومن الموكب من لحِقَ بهم و اضمحل ذِكرهُ , ومن تخلف و لم تضج أطراف تونغو بِقرِيع دنوِه أثناء المجزرة الصغيرة ذات الأسلوب البربري والطابع الوحشي ، زحف إليه الأجل في اليوم العاشر بكفين ملأى بالسكينةِ والهدوء البارد ، يدفع بها نكبة النيران و عويل الفواجع ، ويمنحهم ” الصمت الطويل ” و ” الراحة المستمرة ” دون من لاذوا بالفرار إلى حُجْر الغاب و ظل الأحراش , فكان لهم الخوف المسلط و الذعر اللاذع و الفزع المتجدد .
في ذلك الوقت الماضي أي قبل عامين قام البوذيون الأنجاس بدعم الحكومة الميانمارية بمحرقة عظمى في أراكان لم يشهد مثلها التاريخ قط , قُتِلَ فيها عشرات الآلاف من المسلمين الروهنجيين ، وتشرد بسببها مئات الآلاف منهم ، واغتصبت العفيفات ، وانتهكت جميع الحقوق على مرأى و مسمع ، ومنذ ذلك الوقت إلى هذا الوقت والنكبة لا تزال تتجدد ، والمأساة تتكرر ، والأحداث تتعاقب و تستمر , ونحن ما كان منا من موقف سوى أن نخلد ذكرى ذلك العرس الحزين , عرس شهادة المسلمين ، والتي كانت بنحوٍ يدمي القلب و يخدش محاجر الأعين ويدك التحمل ويثير الأسف و يمزق الصبر ويعلن الثورة و يهيج الحَمِيَّة !
فبئس الموقف ما كان منا من خذلان , و بئس الدور ما كان منا من تجاهل , وعليهم من الله سلام الله وأمنهِ ..” حال أحبتي الروهنجيين “