وكالة أنباء أراكان ANA: ترجمة الوكالة
يواجه مئات النازحين بسبب العنف في بورما مستقبلا قاتما وهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة وهم من دون مساعدة.
بينما تشرق الشمس فوق خطوط السكك الحديدية في منطقة جامو ذات الكثافة السكانية العالية، يلعب الأطفال في أكوام من القمامة في حين يبدأ والديهم بترتيب المنازل المغطاة بقماش القنب.
محمد يوسف وهو أحد اللاجئين الروهنجيا قال ” لدينا منازل مصنوعة من أوراق الشجر والأغطية البلاستيكية. أطفالنا يمرضون كلما كان هناك هطول للأمطار ولكن نحن راضون لأننا في أمان” .
الأمن كان همهم الأساسي عندما غادر يوسف البالغ 62 عاما من العمر وعشرات آلاف من الروهنجيا مسقط رأسهم في ولاية أراكان في بورما منذ عامين، بعد التوترات العرقية بين الروهنجيا المسلمين وغالبية الراخين البوذيين والتي أدت إلى العنف القاتل.
يوسف هو من بين أكثر من 1500 لاجئ من الروهنجيا الذين يعيشون الآن في خيام مؤقتة في جامو العاصمة الشتوية لجامو وكشمير المضطربة، وهي الولاية الوحيدة في الهند ذات الأغلبية المسلمة.
يعيشون بأمان هنا بالقرب من الحدود مع باكستان، لكن الوضع غير مستقر. في جامو، ليس لديهم مواطنة، ولا وظائف ولا مدرسة ولا رعاية صحية مناسبة، يفتقرون حتى للملاذ الآمن لحمايتهم من الحرارة والبرد.
الطين يغزو أماكن سكنهم خلال موسم الأمطار، وكذلك الغبار خلال الصيف. ويقول هؤلاء اللاجئون عديمو الجنسية- الذين يعانون من الجوع مع أبنائهم الذين يعيشون معهم في خيام مصنوعة من صفائح بلاستيكية- إنهم يسعون لبداية جديدة ولكن من دون جدوى.
“ناهدة بانو” 43 عاما، تقول إنها تشعر بالقلق إزاء مستقبل أطفالها. وتقول بينما تلعب ابنتها البالغة من العمر ست سنوات عند قدميها في الملابس القذرة إن الأسرة تعبت من الانتقال من مكان إلى آخر بحثا عن مأوى.” وتضيف : “أنا قلقة جداً على أطفالي. ماذا سيحدث لهم؟ ليس لدينا المال أو المكان لبناء منزل مناسب وليس هناك من يوفر المأوى المناسب. ”
زامرودا بيجوم (65 عاما) تقول كل فرد من الروهنجيا هنا يسعى لهذا : “مأوى أفضل ، خدمات الصحية وتعليم للأطفال”. الحياة، كما تقول صعبة. “في الصيف ليس أقل من الجحيم العيش في الخيام البلاستيكية وخلال فصل الشتاء هناك البرد القارس التي قد قتلنا.” فمن دون الأطباء، يترك اللاجئون أمراضهم ليعلاجها الروحانيون.
تقول بيجوم لموقع” ucanews ” هناك بعض الناس معنا هم رجال الله، فيتلون بعض الآيات القرآنية، ونحصل على الشفاء التام.”
محمد أشرف هو المعالج الروحي في هذا المجتمع. يجلس داخل إحدى الخيام، لديه سجادة صلاة و القرآن الكريم على جنبه الأيمن. ويقول أشرف : “بقدرة الله، يمكن علاج الحمى وآلام الأسنان والصداع وكل داء يسمح الله بالشفاء منه.”
يعيش اللاجئون بدخل ضئيل. معظم الرجال يعملون في جمع الخردة في المنطقة، بعد أن يتركوا منازلهم في وقت مبكر من الصباح ويعودوا في الليل. يتجولون على دراجات مستأجرة في الشوارع لجمع القمامة وبيعها للتجار. عمل يُكسب منه نحو 200 روبية هندية (3 دولار) في اليوم.
النساء يعملن كخادمات في المنازل بأجور يومية في جميع أنحاء المدينة، ويتركن الأطفال ليدبروا أمورهم مع عدم وجود مدرسة أو الحماية.
تقول بارفنا 34 عاما: “أنشأت وكالة متطوعة مدرسة في الماضي ولكن نادرا ما تفتح أبوابها لأن الوكالة لا تملك المال لتصرفه علينا. “
بالنسبة إلى بارفنا، فإن تقديم حياة أفضل لأبنائها سيكون حلم. وأضافت ” حدث لنا ما حدث. ولكننا نريد لأطفالنا أن يتعلموا ويحصلوا على وظائف جيدة. ولكن الحكومة الهندية حتى الآن لم تقدم يد العون. “
تتذكر بارفنا بوضوح العنف الذي اندلع عام 2012 بين الروهنجيا المسلمين والبوذيين الراخين في ولاية أراكان فقالت :” في منطقتي، تعرضت النساء للاغتصاب الجماعي ولم يستطع أحد أن يرفع صوته. أحرقت بيوتنا والممتلكات دمرت. تركنا كل شيء وغادرنا فقط من أجل أطفالنا. “
ولاية أراكان، حيث ولد هؤلاء الروهنجيا وعاشوا لأجيال، هي غريبة عنهم الآن وليس لديهم رغبة في العودة إليها.
قاتل الراخين البوذيون لطردهم، ويقولون إن الروهنجيا ليسوا من السكان الأصليين للولاية ولكنهم أحفاد مسلمين هاجروا من الهند وبنغلاديش خلال الحكم الاستعماري البريطاني لشبه القارة الهندية. وتؤيد حكومة بورما هذا الرأي ، و تشير إلى الروهنجيا رسميا باسم “البنغاليين”، وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين.
ووفقا لمكتب شؤون الدولة، فإن هناك 1621 شخصا ينتمون إلى 381 أسرة من الروهنجيا يعيشون في خيام في جامو. ومن بين هؤلاء، تم تسجيل 1476 مع المفوضية العليا للاجئين، والذي يسمح لهم بالعيش في بلد في جنوب آسيا كلاجئين.
يوفر مركز جامو وكشمير ساكوات، وهي منظمة غير حكومية، بعض التعليم والخدمات الطبية. وقال مير محمد أشرف، وهو مسؤول في المركز إنهم يعتمدون على التبرعات ليقدموا المساعدة ، وهذه التبرعات قليلة.
وقال إنه لا يوجد حاليا أي أموال لتمويل المدارس العادية والمرافق الطبية لأن الحكومة لم تقدم المساعدة لهم.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية، لم يرغب في الكشف عن اسمه، “أعترف أنه لا توجد مخصصات في الميزانية لرعاية اللاجئين، فهم ليسوا مؤهلين للحصول على المزايا التي تقدمها الدولة لأنهم لا ينتمون إلى الدولة.”