إن لكل بلد عاداته وتقاليده وخصوصا في المناسبات الخاصه كرمضان والاعياد
وكلنا نعرف ان مظاهر الاحتفالات برمضان في مصر لا مثيل لها في اي دوله من دول العالم فارمضان في مصر له رونقه وبريقه الخاص
الذي لا يضاهيه اي احتفال في اي دوله من دول العالم
ولكن ماذدا عن مظاهر الاحتفال في الدول الاخري
لما لا نذهب معا في جوله حول العالم لنستعرض مظاهر الاحتفالات في مكان اخر ….اسمحو لي ان اخذكم في جوله يوميه حول العالم لنري مظاهرالاحتفال برمضان في دول اخري
واليوم سنذهب معا الي بورما لنري كيف يحتفل شعبها بشهر رمضان الكريم
رمضان في بورما
وفي ظل ما يتعرض له مسلمو بورما من مذابح، ورغم ما كانوا يواجهونه على مدار السنوات الماضية من تضييق عليهم في العبادة، فإنهم يحرصون قدر استطاعتهم أن يحيوا شهر رمضان بتلاوة القرآن الكريم في المساجد نهارًا، وأداء صلاة التراويح في الليل، ليناموا بعد صلاة التراويح مباشرة، ثم يستيقظون في وقت السحور، وبعد الفجر يبدءون أعمالهم.
بينما كان يحرص مسلمو بورما على إعداد أطعمة معينة على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان الكريم، أشهرها "لوري فيرا" والذي كان يعدّ من الخبز والأرز بطريقة خاصة،يحرص البرماويون في بلادهم على عادة سنويـة جميلة ـ وتحديداً في ليلة ( السابع والعشرين ) من شهر رمضان المبارك ،
وتُعرف هذه الليلة عندهم بــ( شَب قدر ) وهي كلمة فارسية الأصل ـ تتكون من كلمتين : شب ـ أي ليلة ،،
وقدر : يقصدون بها ( ليلة القدر ) ..
فيقومون بإعداد وجـبـة معروفة ـ تسمّى باللغة البرماوية
بــ( لوري فيرا ) وهي عبارة عن خبز رقيق ـ خفيف وأبيض اللون ـ تتكون عجينته من دقيق ورز مطحون وماء وملح ،
ويتمّ تحضيره بواسطة ( التاوه ) وهي صفيحة من الحديد السميك دائرية الشكل ..
وبعد استوائه يوضع في حافظـة محكمة الغلق للحفاظ على حرارته وليونـتـه ..
ثم يجتمع أفراد الأسرة ( صغيرهم وكبيرهم ) ويتحلّقون بجلسة دائرية الشكل فيتناولون هذا الخبز بإدام لحم الإبل أو البقر ..
ولم يتخلّى المجتمع البرماوي عن هذه العادة القديمة حتى بعد هجرتهم واستقرارهم في هذه البلاد المباركة ، فتوارثوها عن آبائهم وأجدادهم ، ولا زالوا متمسكين بها حتى الآن .
وفي اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك يجتمع أبناء العمومة والأقارب والأصحاب أو الجيران ليدفع كل واحد منهم جزءاً من المبلغ " قَـطّـة " لشراء ( إبل أو بقر )
والسبب في ذلك يرجع إلى ارتفاع أسعار اللحوم بالكيلو ـ في المحلات ..
وبعد شراء الإبل يتم نحره صباح يوم السادس والعشرين او ليلة السادس والعشرين في رمضان ،ثم يأخذ كل واحد نصيـبه حسب عدد السهم الذي دفع قيمته مسبقاً ..
علماً أن بيع اللحوم وتقسيمها بهذه الطريقة ، لايُجيدها إلا أشخاص معروفون في الحيّ ، فلديهم الخبرة الكافية بمعرفة تقسيم أجزاء الذبيحة بطريقة مُنصفة ..
وفي مغرب ذلك اليوم .. يجلس البعض في بيوتهم لتناول هذه الوجبة الشهية ، والبعض يتناولونها وقت السحور ،
ومن ثم يتهادون للجيران والأقارب من هذه الوجبة المعروفة بــ( لوري فيرا ) ..
فتـعمّ مظاهر الفرح والألفة في وجوه الجميع .. وتضفي ذلك نوعا من التواصل والترابط الاجتماعي بين الجيران والأقارب ..
والجدير بالذكر أن أكثر البرماويين كانوا يعتقدون في بلادهم أن هذه العادة من ضمن القرُبات في هذه الليلة الشريفة ،
ولكن مع مرور الزمن وظهور أهل العلم وجهود أهل التوعية بدأت تتلاشى مثل هذه المعتقدات ولله الحمد ـ ولكن البعض مازالوا متمسكين بها كعـادة بحتة.
مسلمو بورما يستقبلون رمضان هذا العام فيما تغشاهم حالة من القلق وتنتابهم حالة من الحزن، ليس فقط على أحبائهم وإخوانهم وذويهم الذين قتلوا، ولا على ديارهم التي شردوا منها، ولا بسبب أنهم يبيتون ليلتهم وهم لا يعرفون إن كان سيطلع عليهم النهار أم لا، ولكن كل ما يقلقهم أن يحافظوا على "بقعة" لطالما رُفع فيها اسم الله على مدار قرون، داعين الله سبحانه في الوقت نفسه أن يتقبل صيامهم وقيامهم، وأن يلهمهم الصبر على ما يلاقونه، ويرحم ذويهم ممن لقوا حتفهم على أيدي جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة.
ونحن ندعو من الله ان ينصرهم ""اللهم إنا مستضعفون مقهورون فانصرنا.. اللهم عليك بكل ظالم اللهم أهلك الظالمين وكل جبار متكبر.. اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك"..