القناة الرابعة البريطانية
ترجمة: سعيد كريديه
أدى تحقيقنا عن تهريب الروهنغيا الذي نشرناه الاسبوع الماضي إلى ردود فعل قوية على مواقع الإتصال الإجتماعي. وقد عرضنا فيلماً وثائقياً عن كيفية حشر الروهنغيا (وهم من الأعراق الاسلامية الأكثر أضطهاداً في بورما) في المراكب ليتم أرسالهم وسجنهم في إحدى الجزر النائية في تايلاند ثم يُطلب فدية لفك أسرهم من أقربائهم وأصدقائهم في الدول المجاورة. كما أوردنا في تقريرنا كيف يستعمل المهربون منتزهاً وطنياً في جزيرة “تاروتاو ” التايلاندية كمحطة عبور سرية لهم.
وقد أجرينا مقابلة مع أحد أفراد عصابة للمهربين أخبرنا خلالها أنهم يدفعون الرشاوي بانتظام للشرطة والوحدات العسكرية من أجل غض النظر.
كنا نتوقع ردة فعل قوية على هذا التقرير من إعلام تايلاند وحكومتها، لكننا دهشنا من أنه لم يحصل ذلك إلا بعد فترة من عرض الفيلم.
أول ردة فعل كانت صباح يوم الثلاثاء عندما عرض برنامج صباحي على القناة الثالثة التايلاندية أجزاءً من تقريرنا بالرغم من قص بعض المشاهد والمناظر. قدم المضيفون في البرنامج تعليقاً مباشراً فقال أحدهم :”هناك خبر يتهم تايلاند باتخاذ جزيرة “تاروتاو ” كسجنٍ في البحر … لنلق نظرة كيف أوردوا ذلك.” ثم عرضوا خبرنا بإيجاز.
عاد هذا البرنامج الصباحي في اليوم التالي إلى قصتنا حول “جزيرة الكابوس” وبتطورٍ جديد إذ أظهروا لقطات أخذت قبل ذلك بيوم لمسؤول حكومي وهو المحافظ “نواشاي جيرا-أيبيراك ” أثناء قيامه بجولة في الجزيرة مع صحفيين محليين. لكن يبدو أن محاولات مضيف البرنامج لطمأنة الجمهور باءت بالفشل بعد أن اعترف المحافظ بوجود عمليات لتهريب البشر في المنطقة، فقال :”يتخذون منطقة ساتون فقط كنقطة للعبور أو الترانزيت”، ثم أطلق سلسلة من النفي والتوضيحات.
بعدها أضاف المحافظ أنه لا يوجد موظفون مذنبون أو مرتشون في هذه المقاطعة، وأشار إلى ان جزيرة “تاروتاو ” كبيرة جداً لحد أنه لا يمكن مراقبتها كما ينبغي، وتابع :”يحصل أحياناً أشياء لا نراها.”
وصباح اليوم لم يتجنبوا الحديث عن هذا الكذب. فقال السيد “سورايث سوناتساناجيندا ” :علينا التدقيق في الإدعاء الذي يقول أن مسؤولين من الشرطة كانوا يتلقون رشوة، فالمحافظ يقول أن المهربين كانوا يتخذون الجزيرة كنقطة عبور، لكن إذا نظرنا إلى سجنها نلاحظ أنه بُنِي بطريقة متينة وملائمة من خلال إستعمال أغطية مطاطية سوداء وليس أسقف من الخيزران للحماية من المطر.” وأضاف هناك ما مجموعة 7 خيم مع مطبخ وطباخ يعمل على الغاز وصحون وأوعية وخيم للحماية من البعوض ومرتبات، طول الخيمة 15 متر وعرضها 5 أمتار.
ثم تكلمت السيدة “بتشاياكان تشانبود” وقالت :”إعترف المحافظ أنها كانت عملية منظمة فلا بد من وجود سماسرة في مستهل ونهاية كل عملية،” فأجاب السيد سوناتساناجيندا :”آها، فالقصة حقيقة أليس كذلك، والآن علينا البحث عن أي تورط للسلطة في هذه العمليات.”
ومن جهة أخرى أوردت القناة السابعة في التلفزيون التايلاندي خبراً عن قصتنا، وقال مقدم البرنامج أن وزير الخارجية التايلاندي سيتناول إدعاءاتنا مع نظيرة البورمي في الاجتماع الإقليمي القادم.
وقد غصت لوحات المناقشات المنشورة على الانترنت بتعليقات عن قضية الجزيرة، فطالب الكثيرون بمعاقبة المهربين بينما حث آخرون المسؤولين على القيام بتحقيقات في قضية ابتزاز الأموال. أحد هذه التعليقات كانت من رجل عمرة 60 عاماً قال فيها :”كل دولة يتكلم إعلامها عن الروهنغيا عليها أن تستقبلهم. وتايلاند استقبلتهم منذ فترة طويلة وعندما تأخذ دولة ثالثة (مثل بريطانيا) لاجئين فانهم يأخذون المثقفين ويتركون الباقين إلى تايلاند.” وفي تعليق لشخص آخر قال :” إنه أمر جيد أن نعرض قصتنا للعالم. فكلما تكلمنا عنها يكون أفضل لنا، وربما نخسر سمعتنا الطيبة لكن الامر يستاهل ذلك.”
أما نحن فما زلنا بانتظار رد الحكومة التايلاندية في بانكوك.