ترجمة: سعيد كريديه
البوذيين يقتلون المسلمين في ميانمار مع الإفلات من العقاب لأن الحكومة فشلت في وقف الهجمات"، هذا ما أفادت به منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان- والتي مقرها نيويورك- وسط اعتداءات جديدة خلفت الكثر من المسلمين بلا مأوى .
وخلال العام الماضي اندلعت اشتباكات متفرقة في مختلف أنحاء ميانمار- والمعروفة أيضا باسم بورما ذات الأغلبية البوذية – وأدت إلى مقتل أكثر من 240 شخصا معظمهم من المسلمين .
وقالت الشرطة لوكالة أسوشيتد برس إن عصابات غوغائية أحرقوا أكثر من 35 منزلا وأكثر من عشرة متاجر يملكها المسلمون في كانبالو Kanbalu بمقاطعة ساغاينغ وسط ميانمار بعد سماع شائعات بأن رجلا مسلما اغتصب امرأة بوذية.
وقد ألقت الشرطة القبض على أحد المسلمين المشتبه بهم لكنها رفضت طلب العصابات الغوغائية بتسليمه لهم فعمدوا إلى إشعال حريق متعمد ضد جيرانه المسلمين الأبرياء، مما أدى إلى احتراق مسجد أيضاً.
وكتبت المنظمة في تقريرها :" يجب على الحكومة البورمية بذل جهود متضافرة للسماح بإجراء تحقيق فعال في هذه الانتهاكات و محاسبة الجناة"
والأسوأ من ذلك ما خلص إليه التقرير إذ ذكر أنه على الرغم من أن مثل هذه المجازر لا تجتاح البلاد في الوقت الحاضر فإن طبيعة هذه الجرائم الوقحة وانتشار ثقافة الإفلات من العقاب التي تحدث فيها هذه المجازر تشكل شروطا مسبقة ومقلقة للغاية تجعل ترجيح استمرار هذه الجرائم أمراً وارداً.
وإذا لم تتم معالجة هذه الشروط فإن كل بورما قد تواجه العنف على مستوى كارثي بما في ذلك جرائم محتملة ضد الإنسانية أو إبادة جماعية
وخلال رحلة استمرت عشرة أيام تحقق المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، توماس كوينتانا ، من الهجمات البوذية ضد المسلمين في مدينة ميكتيلا Meiktila الواقعة في مقاطعة ماندالاي .
وقد اتهم السكان البوذيون كوينتانا أنه متحيز ضد البوذيين الذين شاركوا في اشتباكات ميكتيلا Meiktila التي وقعت في شهر آذار (مارس)، كما أن الحكومة نفت مزاعمه بتعرضه للهجوم من قبل المتطرفين البوذيين خلال رحلته تلك كما أن تجربة كوينتانا أعطته نظرة ثاقبة عن الخوف الذي شعر به السكان عندما طاردتهم العصابات الغوغائية الشرسة .
وهناك مزاعم أن الشرطة وقفت إلى جانب العصابات الغاضبة التي طعنت و حرقت 43 شخصا حتى الموت. يصف المسلمون أنفسهم في ولاية الراخين بأنهم مواطنون يتعرضون للاضطهاد لأنهم أقلية من العرقية الروهينغا المتنافسة مع البوذيين في المنطقة الفقيرة . ويصر نشطاء بوذيون بالإضافة إلى الحكومة على أن الروهينغا ليسوا مواطنين أصليين بل هم بنغاليون مسلمون هاجروا بطريقة غير شرعية من بنغلاديش المجاورة خلال العقود الماضية .