[caption align="alignleft" width="300"]رمضان والمسلمون الروهنجيا في أراكان[/caption]
يحتفل المسلمون منذ الحادي عشر من تموز (يوليو) في معظم انحاء العالم بحلول شهر رمضان، لكنهم في ولاية آراكان يعانون من صعوبات جمة في هذا الشهر. مر عام على اندلاع العنف في تلك الولاية وحتى الآن لم يتغير الوضع بل ما زال الروهنغيا يتعرضون للاضطهاد.
بالأمس توجه حوالي مئة عنصر من قوات الامن (ناساكا) إلى قرية "وابغ Wabeg" التابعة لمقاطعة "مونغداو Maungdaw" وأجبروا القرويين على توقيع عريضة يعترفون بها انهم "بنغاليون" وليس من الروهينجيا. رفض القرويون ذلك وفروا من القرية من دون وضع أي امضاء او بصمة على العريضة، فما كان من قوات (ناساكا) الا أن اعتقلت بعضهم من نساء ورجال وأخذت منهم الامضاء والبصمة بالقوة. ونتيجة لذلك أمضى معظم القرويين رجالاً ونساءً يومهم مع أطفالهم في حقول الارز أو في الغابات هربا من اعمال الاعتقال التى تنفذها قوات ناساكا. وبالاضافة الى ذلك فرضت هذه القوات عمل السخرة على الروهنغيا في شهر رمضان من خلال اجبارهم على العمل في بناء الطرق. فهذا الشهر كما هو معروف مكرس للعبادة عند المسلمين لكن لم يتمكن الروهنغيا خلاله من المبيت في منازلهم خوفاً من الإعتقال بالرغم من الحكومة تدعي ان في بورما حرية العبادة.
قال احد الشاب :"تجبرنا الحكومة على توقيع عريضة نعنترف بها اننا "بنغاليون" ولسنا من الروهنغيا، وقد اعتقل العديد منا او عُذِّب بسب رفضهم تغيير هويتهم".
وبذريعة منع التجول تسيطر قوات الأمن على كل شيئ بحجة فرض النظام. لكن الروهنغيا لا يحتاجون إلى كل هذا التدبير الأمني فيما بينهم بل من قوات الأمن.
يتواجد الآن أكثرمن 140.000 لاجئ من الروهنجيا داخل مخيم مؤقت في مدينة "سيتو Sittwe" عاصمة ولاية آراكان، ويعانون من ندرة الطعام والماء والأدوية والثياب وحاجات ضرورية أخرى. كما توفي عدد كبير من النساء والرجال والأطفال بسبب الأمراض وقلة المعالجة الصحيحة.
وهناك عدد كبير من النازحين في مدن "مونغداو Maungdaw" و "بوتيدونغ Buthidaung" و "راتدونغ Rathedaung"، كما يتواجدون في جنوب ولاية آراكان في مدن "باوكتاو Pauktaw" و "كياكتاو Kyauktaw" وغيرهما. وهم لا يحظون بأي دعم حكومي او من أي جهةٍ أخرى. فهم عاطلون عن العمل ومن دون مؤن وبلا مال. فكيف سيمضي هؤلاء شهر رمضان؟
سيكون شهر رزضان من اجمل الاوقات لمعظم أطفال العالم، لكن لن يكون كذلك لأطفال الروهنجيا لان معظمهم فقدوا احبائم من والدين او اخ او اخت خلال أحداث العنف التي اندلعت العام الماضي.
كل مسلم يأمل ان يمارس عبادته بسلام خلال شهر رمضان، لكن بالنسبة لسكان آراكان سيكون هذا الشهر مليئ بالمجاعة والصعوبات. فلا طعام للسحور وللإفطار، كما لم يتمكن سكان آراكان من آداء صلاة التروايح والواجبات الدينية الاخرى لأن الحكومة أغلقت معظم المساجد والمدارس الدينية. لذلك يحتاج هذا الشعب إلى إعادة فتح المدارس والمساجد ورفع القيود المفروضة عليه كي يتمكن هذا الشعب من ممارسة واجباته الدينية.
(ترجمة سعيد كريديه)