[caption align="alignleft" width="300"]كفاج الروهينغيا في مخيمات اللاجئين في بنغلادش[/caption]
اتخذت داكا عاصمة بنعلادش إجراءات صارمة تجاة الوافدين من ميانميار حيث أغلقت الحدود ورفضت منح طلبات اللجوء كما ردت قوارب اللاجئين إلى أعقابها.
قالت احدى اللاجئات الروهنغيات في مخيم كوتوبالونغ Kutupalong (وتدعى "سوراكاتون Surakatun") انها تأكل مع عائلتها أوراق الاشجار المقلية مع الأرز، وأضافت :"زوجي عجوز واذ لم أذهب انا وأطلب الطعام فسنجوع جميعاً". وقد فرت "سوراكاتون Surakatun" من الظلم والعنف في ميانمار كغيرها من سكان المخيم وهي تُفضل ان تتحمل كل هذا الشقاء هنا على أن تعود، فهناك النساء يتعرضن للإغتصاب امام عيون أقربائهن وأزواجهن.
وقد دان رئيس ميانمار هذا العنف وقال ان الحكومة تبذل جهدها لمساعدة طوائف منطقة راخين في التعايش بسلام. عاش الروهنيغيا في ماينمار منذ أكثر من 200 عاماً لكن حكومة ميانمار الحالية ترفض ان تعترف بهم كمواطنين بل تعتبرهم مهاجرين بنغلادشيين. إلا ان سلطات بنغلادش من جهتها لا تعترف بهم أيضاً، فقد صرحت الناطقة بإسم وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة في بنغلادش ان الروهنغيا محرومين من الحقوق الاساسية التي يتمتع بها اي مواطن عادي لانهم لا يحملون اي جنسية وهذا يعني انهم محرومون من الحق في التعليم والعمل والاستفادة من العناية الصحية. وهناك 30000 روهنغي يتلقون المساعدة في مخيمات رسمية للاجئين، ومع ذلك ترفض الحكومة البنغلادشية الإعتراف بحوالي 200000 لاجئ يعيشون في مخيمات غير معترف بها من بنغلادش.
ولتثبيط عزيمة الروهنغيا منعت الحكومة البنغلادشية العام الماضي مؤسسات الإغاثة من العمل في المخيم وعمدت إلى إبعاد قوارب الهاربين عن أراضيها، فأصبح اللاجئين داخل المخيم لا يحصول على دعم رسمي مثل الطعام والعناية الصحية والمأوى فسقوف البيوت في المخيم هي مُغطى بأكياس القمامة وفي حال هبوب الرياح الموسمية تتطاير هذه الاكياس ويدخل الماء محدثا طوفان. أما دورات المياه فهي قليلة ولا تلبي حاجيات 50000 شخص. وبالرغم من ذلك ما زال اللاجئين يتوافدون إلى المخيم.
يقول ذاكير وهو احد اللاجئين الذين وصلوا مؤخراً ان ابنته "ياسمين" (التي اصطحبها معه والتي تبلغ 20 عاماً) كانت تعمل كمدرسة لغة مع وكالة اللاجئين قبل إندلاع الاحداث. لكن العاملين مع هذه المؤسسة أضحوا هدفاً وإعتقل العديد منهم حيث ذهب رجال السلطة إلى منازلهم للبحث عنهم، لذلك هرب خوفا عليها.
وتعتبر بنغلادش من افقر دول العالم وهي لا تكاد تكفي شعبها فكيف مع مهاجرين من دول أخرى.
وقد قال أحد النشطاء في حقوق الانسان أن التشريعات لا تستطيع ان تمنع هجرة وتحرك البشر من مكان لآخر.
والهند مثل بنغلادش لديها نفس السبب للقلق من تدفق طالبي اللجوء، فهي أصلاً ثالث أفقر دولة في العالم. ولمواجهة هذا التدفق عمدت الهند إلى بناء سياج على الحدود البالغ طولها حوالي 4000 كلم. ومع ذلك ما زال البعض يعبر الحدود سراً من خلال رشوة الحرس أو الدخول في جنح الظلام. إلا ان السياج ولّد مشكلة جديدة حيث انتشرت عمليات القتل خلال العقدين الماضين على طول خط الحدود. وقد قال احد المواطنين ان هذه الحدود اكثر دموية من الحدود بين اسرائيل والفلسطينين او بين الولايات المتحدة والمكسيك.
في الماضي إنتقدت بنغلادش قرار الحكومة الهندية ببناء السياج على طول الحدود، أما الآن فإن بنغلادش ستاخذ قراراً ببناء سياج أيضاً لكن مع حدود ميانمار فقط. لكن البعض يرى ان هذا ليس حلاً، الحل في نظرهم يكمن في كيفية انشاء علاقات صداقة بين الشعوب.
يحاول ذاكير الان جلب زوجتة واطفاله التسعة الى المخيم حيث تستغرق الرحلة من منزلهم الى المخيم حوالي 4 ساعات. لكنه يخشى ان تكون بنغلادش قد أنشأت السياج حين يصبح معه المال الكافي لجلب عائلته. ومع ذلك يصر على ترك ميانمار مهما كانت الصعوبات شديدة لانهم يأسوا من الحياة هناك.
ترجمة : سعيد كريديه