[caption align="alignleft" width="300"]إدانة المسئولين الدوليين لم تمنع استمرار حملات الإبادة الجماعية في بورما[/caption]
وكالة أنباء أراكان (ANA) متابعات : الأمة
يبدو أنه وقبيل إجراء عملية الإحصاء السكاني والتي سوف تبدأ في نهاية شهر مارس القادم، والتي تجرى لأول مرة منذ نحو 30 عاماً؛ قررت السلطات البورمية ومن خلال الجماعات البوذية المسلحة والمتطرفة، والمدعومة بقوات الجيش والشرطة المحلية القيام بعمليات تطهيرعرقي متدرج لمسلمي الروهنجيا في إقليم أراكان غرب البلاد، من خلال الهجوم الممنهج والمتواصل على قراهم ودفعهم للفرار منها ومن ثم القيام بسرقة ممتلكاتهم وحرق بيوتهم لمنعهم من العودة إليها مرة أخرى بعد أن فقدوا كل شيء وخوفاً من تكرارالهجوم عليهم مرة أخرى.
فمنذ أكثر من أسبوع والمجموعات البوذية المسلحة تقوم بالإغارة على قرية "كيلادونغ "بجنوب مدينة منغدو بولاية أراكان، وقتل العديد من السكان المسلمين بها، والاعتداء على الأطفال وكبار السن، واغتصاب عدد من النساء المسلمات،
كما قامت هذه المجموعات بإشعال النيران في عدد من منازل مسلمي الروهنجيا في غرب القرية، دون أن تقوم السلطات المحلية باستدعاء المطافئ لإخماد النيران التي أتت ودمرت هذه البيوت المصنوع معظمها من الأخشاب.
كما قامت السلطات الأمنية باعتقال الكثير من الشباب والفتيات وإحالتهن إلى ثكنات الجيش ولم يعرف مصيرهن حتى الآن.
ومن جهةٍ أخرى تقوم السلطات بمنع توصيل المساعدات الإنسانية للنازحين من مناطق النزاع لدفعهم للهجرة خارج البلاد، كما ترفض حكومة بورما الاستجابة لنداءات المجتمع الدولي بإجراء تحقيقات محايدة في جرائم القتل والاغتصاب التي تقوم بها الجماعات البوذية وبالتعاون مع قوات من الجيش البورمي نفسه،
كل ما يحدث على الأرض في هذه الأوقات يعطي مؤشرات بأن النظام "الشبه عسكري" والذي يقوده رئيس البلاد وهو الضابط السابق بالجيش البورمي؛ قد اتخذ قراراً لتهجير مسلمي الروهنجيا من إقليم "أراكان" قبل البدء في الإحصاء السكاني القادم والذي يعد أحد استحقاقات المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد وأحد الشروط المسبقة من المجتمع الدولي للنظام الحالي لإعادة دمجه في المؤسسات الدولية وتقديم القروض والمساعدات لدعم اقتصاده الهش الضعيف.
وللأسف الشديد نجد الإعلام العالمي والمنظمات الدولية تتجاهل كثيراً هذه المذابح "المتواصلة" وتكتفي بإصدار نداءات "مستمرة" للنظام بإجراء تحقيق شفاف ومحايد إزاء مذابحه "المستمرة"!.
فهل نفاجأ قريباً بأنه تم تصفية الوجود الإسلامي في إقليم "أراكان"، وتطوى صفحتهم من تاريخ هذه البلاد، ونستمع لتصريح من المجتمع الدولي بأنه لابد من البدء في إطلاق الحريات وإعطاء الحقوق لكافة العرقيات في البلاد؛ بعد أن تم إبادة وتصفية العرقية المسلمة فيها؟.